يقدم الحوثي مبادرته بصورة متعاليةٍ، فهو على ثقة أنه مدلل المجتمع الدولي، ولم يكلف خاطره أن يترك الزمن مفتوحاً ليؤكد رغبته في إيجاد حلول، أو إثبات صدق نية في إيقاف الحرب وإحلال السلام..
هو فقط يمتص غضب المجتمع الدولي الذي بدأ يكون رأياً مناهضاً له، بجرعة تخديرية اسمها "مبادرة" ويتصرف وكأنه سيد الموقف، ويستطيع إفشال الدعوة التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر يتوقع البعض أن يلم الشأن ويخرج باتفاق يمني يقدم حلاً للأزمة وينهي التشرذم والتشظي ويوقف الحرب ويخرج بتسويةٍ سياسيةٍ مرضية للجميع وبسلامٍ شامل باعتبار أن الأطراف اليمنية قد استفادت من الدرس..
وأن البلد الذي وصل إلى أسوأ مراحل التعب لم يعد يحتمل، وأن العالم أجمع قد أدرك أن الحوثي هدفه الحكم والسيطرة أياً كانت الكلفة التي تتحملها البلد ولن يخضع لدعوات السلام..
فهل تكون سنوات الحرب التي قَضّت مضجع اليمن والجوار كفيلة بجعل اليمن والخليج في اصطفاف حقيقي لمواجهة الحوثي وإنهاء الحرب وإحلال السلام ..؟
ثم هل ترتقي كل الأطراف إلى مستوى المسؤولية وتلتزم بتنفيذ مخرجات المؤتمر..؟!