رسالة من العقيد سليمان فرحان وفهد عبد العزيز  إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

2022/05/03 الساعة 09:08 مساءً

 

تقول الرسالة: من العقيد سليمان فرحان وفهد عبد العزيز ، إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أما بعد:

لقد ذهبنا قبل سبع سنوات بمحض إرادتنا للقتال في جبهة صعدة ومعنا الآلاف من اليمنيين الآخرين اعتقادا منا أن بلدكم صادقة في قتالها لعصابة الحوثي الإرهابية ، لكننا مع مرور الوقت تكشف لنا أنكم والإمارات لا تختلفون عن عصابة الحوثي ، فجميعكم أصحاب مشاريع ليست في مصلحة اليمن ، فقد كنا نحميكم وأنتم تقتلوننا ، فقد استهدفت طائراتكم وحدات من الجيش التي كنا جزءا منها بغارات متعددة وقتلت الآلاف منا.

لم نكن نبالي حينما كنا ننتشر في الجبهات الأمامية في الحدود اليمنية السعودية ، في الوقت الذي كان جنودكم ينتشرون في مؤخرة المعركة ، اعتقادا منا أننا نحمي الأراضي المقدسة ونحمي بلادنا ، برغم كل ما كنا نلمسه من تعاملكم معنا ، كما لو أننا غير موجودين ، لكننا كنا نتجاوز ذلك التعامل ونحتسب عملنا واجبا دينيا ووطنيا في مواجهة المشروع الإيراني الذي زعمتم أنكم فرغتم أنفسكم وحشدتم قوتكم لمواجهته في اليمن.

بعد أن تأكد لنا بأن أغلب الضربات الجوية تستهدفنا في الجيش اليمني المنتشر على الحدود اليمنية السعودية والمتواجد على خط التماس مع عصابة الحوثي الإرهابية ولا تستهدف أفراد هذه العصابة لا من قريب أو بعيد ، قررنا العودة إلى اليمن ، ولم نكن نعلم بالفخ الذي نصب لنا إلا قبل أيام ونحن في منفذ الوديعة متجهين إلى أداء العمرة ، حيث اكتشفنا أننا ممنوعين من دخول السعودية إلى الأبد.

ونحن في هذه الرسالة لن نتوسل لك في رفع الحضر علينا لكي نتمكن من زيارة الأراضي المقدسة ، بل نريد أن نقول لك بعد ثمان سنوات من الحرب لم يتغير شيء على تلك الجبهات ، فالحرب مازالت قائمة ، والحوثيون مازالوا في مواقعهم والدم اليمني مازال مستمرا في النزيف وأن الذي تغير فقط ، هو أننا أصبحنا غير قادرين على أداء مناسك الحج والعمرة وعلى أداء واجبنا الديني ، لا لسبب ، سوى أننا فكرنا ذات يوم أن ندافع عن هذه الأرض المقدسة التي يديرها أمثالك من الكذابين والخراصين والجبناء الذين عقدوا صفقات أسلحة بمليارات الدولارات وخصصوا ميزانية للتسليح هي ثالث ميزانية في العالم بعد أمريكا والصين ، لكنك فشلت في مواجهة عصابة هي أوهن من بيت العنكبوت وهزيمتها لا تستغرق بضعة أشهر إذا وجدت قيادة لا تحقد على اليمن وشعبها قدر حقدكم عليها.

ستذوقون وبال حقدكم على هذا البلد الطيب الذي ظل وفيا للأخوة وحاميا للجوار وسوف تدفعون فواتير باهضة الثمن ، فمن المؤسف أنكم بعد هذه السنوات من الحرب مازلتم تمارسون الحرب بكل أشكالها ضد الشعب اليمني الذي يدفع من دمه ولقمة عيشه الكثير وتتركون العدو الحقيقي الذي لن يغيره شيئا أمام استجدائكم منه السلام ، فلن تأخذوا منه شيئا وسيأخذ منكم كل شيء ، فهو صاحب وصية سماوية تكلفه بحكم العالم ، ولو كنتم تعتقدون بأن القرشية تجمعكم ، فلن تكونوا سوى الجناح الكافر من قريش أمام جناح بيت النبوة كما يزعمون.