{ شموخ أحمد الميسري وخنوع الآخرين }

2022/05/07 الساعة 09:53 مساءً


 
     قبل حوالي ثلاث أو أربع سنوات كان في زيارة رسمية لدويلة الإمارات بدعوة من قيادتها فـَلـَبـَّى الدعوة وشد رحالها في رحلة مكوكية متميزة ، ولكنه قبل ذلك إشترط الندية على أن يكون في إستقباله وزير الداخلية الإماراتي أليس هو وزير الداخلية اليمني ويمثل اليمن وينبغي أن يكون في إستقباله وزير الداخلية الإماراتي ؟ فكان له ما أراد ، ووصل إلى الإمارات بخطى ثابتة *واثق الخطوة يمشي ملكاً* .. كان شامخاً رمزاً يمانياً حراً سفيراً لكل أبناء الشعب اليمني في أنفته وكبريائه وعزة نفسه وهامته .

      بعد إنتهاء اللقاء بين الوزيرين إستقبله نائب رئيس الدويلة الإماراتية وبنفس الشموخ والإباء والكبرياء وقف أمامه مرتدياً الزي اليماني الذي يتفاخر فيه اليمانيون أمام كل الأمم ، وبعد إنتهاء الزيارة الرسمية عاد إلى أرض الوطن كما ذهب بعد أن ترك هناك لديهم بصمة عن الإرث اليماني في الحرية والكرامة والإباء والشموخ .. إنه إبن أبين الأبية ذئب عله أحمد بن أحمد الميسري حينما كان وزيراً للداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء ، ولكن يا للأسف كل تلك الصفات الرجولية الذي تميز بها هذا الجلمود اليماني كانت سبباً لإقصائه من المشهد وخروجه من التراب اليمني فحلفائنا لا يقبلون هكذا رجال .

     وهذا مشهد آخر لمجلس السنافر المكون من بابا سنفور والسنافر السبعة سنفور غضبان وأكول وقوي ومفكر وكسول ومغرور وأخيراً سنفور عيدروس ، فقبل ايام معدودات زار مجلس السنافر دولتين ولا أدري عما يبحث فيها هل لتعزيز الثقة أم باحثين عن شيءٍ ما مفقوداً في قريتهم أو أن الأمر مقترن بتجديد الإرتهان والتبعية ، وعلى العموم وصلوا أولاً لمملكة النخيل مكممين الأفواه مع أنه قد تم رفع الإحترازات الوقائية للفيروس المـُصـَنـَّع الذي حــّلَّ في العالم ، فلم نـَرى أحدهم نبس ببنت شفه إلا من بابا سنفور الذي كان يتمتم بكلمات هامسة هل لإنه كان صوته مبحوحاً أم لإن المكان الذي هم فيه مكتوب في جداره *ممنوع الكلام* .

     بعد ذلك اللقاء إرتحل مجلس السنافر قاصداً دويلة *الجزر الثلاث المحتلة* وكان في إستقبال المجلس أحد الوزراء ، فذهب بهم جميعاً يجرهم إلى القائم بأعمال رئيس الدويلة فإرتص الثمانية جالسين أمامه حتى بدأ لنا أنهم أُخـِذوا بالمقاس وأياديهم على ركبهم وكأن على رؤوسهم الطير ، ولكن هذه المرة حتى لا نغبنهم حقهم كانوا كاشفين اللثام عن أفواههم ومع ذلك لم نرى أحدهم قال رأياً أو كلمة توحي بأن لديهم أصواتاً تصدح أو ألسنةً تتحرك إلا من بابا سنفور الذي مارس أقصى ما يملكه وهو التمتمة ، وأنتهى اللقاء على تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي .. وهذا الصنف من السنافر هو الذي يحبذه حلفائنا .

      بعد عودة المجلس إلى قريته أراد أولئك أن يرضوا غرورهم وكبريائهم على بقية السنافر وكان لهم ما أرادوا وذلك بعد صلاة العيد حينما إستقبلوا السنافر الآخرين لتلقي منهم عبارات الثناء والمديح بمناسبة عيد الفطر المبارك ، وبعد ذلك ألقى بابا سنفور خطاباً مطمئناً أن الأمور ستكون على خير ما يرام في الفترة القادمة وأن مليشيات شرشبيل إن لم تجنح للسلم وتـَكـُفُّ عن مهاجمتنا فإننا إن وقفنا مكتوفي الأيدي فلن نـَعقد ألستنا في أفواهنا بل سنصدح بأصواتنا وسنعترض ونستنكر ونشجب وسندعو عليها حتى ترحمنا وتـَكـُفـُّوا عننا شركم يا أشرار .. ولنا لقاء آخر مع عصيد آخر لمجلس السنافر .

علي هيثم الميسري