موسى المقطري
شارفت الهدنة الأممية على الانتهاء ، ولم يتم تطبيقها إلا من قبل الحكومة الشرعية والتحالف فيما ظل الانقلابيون يماطلون في تطبيق ما يخصهم ، ورغم قبولهم الظاهر إلا أن الخروقات والمماطلة كانت سمة لصيقة بهم طول فترة الهدنة المنقضية ، ومع اقتراب موعد نهاية الشهرية المحددة للهدنة كمرحلة أولى ثمة تسأولات ينبغي الإجابة عليها حول ما سيتم خلال الفترة القادمة ، والخيارات المتاحة المتوقع اتخاذها.
أولها هل سيطبق الانقلابيون ما يخصهم من جوانب الهدنة رغم أن الفترة قاربت على الانتهاء ؟
في اعتقادي أن الفترة المتبقية من الهدنة المعلنة ستنتهي ، ولن يطبق الانقلابيون منها شئ ، سواء في ملف وقف الأعمال العسكرية أو إنهاء الحصار عن مدينة تعز أو الإفراج عن الأسرى .
أما عن الخيارات الممكنة في حال كان هذا هو حال الوضع فهو تمديد الهدنة لشهرين اخرين وهناك بدأ حديث حاليا حول هذا الخيار ، وسيكون المبرر لإتاحة الوقت الكافي لتطبيق كافة بنود الهدنة .
هناك تسأول يطرح نفسه هنا ، هل كان القبول بالهدنة من قبل التحالف والحكومة موفقاً ؟
وبالعودة لنوع الهدنة المعلنة فقد أعلنتها الأمم المتحدة كهدنة إنسانية ، ومن هنا فالقبول بها يحسب لصالح التحالف والشرعية باعتبار نوعها ، لكن كان من غير الحكمة القبول بتجزئتها ، وتحويل بنودها الى قضايا متفرقة ، بحيث يتم التعاطي مع كل بند كقضية مستقلة ، وبالتالي تفقد الهدنة كمنظومة متكاملة عامل الترابط الزمني ، وهذا ما ظهر من خلال تأجيل قضيتي رفع الحصار عن تعز ومعالجة قضية الاسرى والمختطفين ، ويجري الحديث عن تشكيل لجان والذهاب للتفاوض ! وليس من معنى لذلك الا مزيدا من الترحيل للحلول ، وخاصة ان تجربة التفاوض مع الانقلابين فشلت في كل محاولة ، وتحولت جولات التفاوض الى فرصة لكسب الوقت لديهم ليس إلا.
ما السيناريوهات المتوقعة للأحداث إذن ؟
السيناريوا الاقرب هو ان تنتهي الهدنة ولم يطبق الانقلابيون من بنودها شئ ، وبالتالي تمديدها لفترة قادمة بمبرر الجانب الانساني ، وقبل انتهاء الفترة يتم الاعلان عن تفاوض بشان رفع الحصار عن تعز وبالتالي الدخول في عملية تفاوضية طويلة تتعلق بالتفاصيل الدقيقة بهدف كسب الوقت .
ما الذي سيكسبه الانقلابيون من الدخول بعملية تفاوضية تحت ظل الهدنة ؟
أهم ما سيحققه الانقلابيون هو تمديد وقف العمليات العسكرية من قبل التحالف والشرعية وعلى راس ذلك توقف الطيران عن استهداف تحركاتهم العسكرية ، وكل تمديد وتمديد أخر سيكون عسكرياً لصالح الانقلابيين ، وخاصة أنهم لم يتوقفوا عن تحركاتهم العسكرية ، ومهاجمة المدن وإعادة الانتشار للقوات والأسلحة التابعة لهم على جبهات المواجهة .
وبعد ان يحققوا هذه المنجزات هل سيطبقون اي من بنود الهدنة ؟
لا اعتقد ذلك وتاريخهم السياسي حافل بنقضهم للتفاهمات والاتفاقات ، وهم مدمنون على الالتفاف عليها ، وخاصة انهم يتعاملون باخلاق العصابة ، أضف الى ذلك عدم استقلالية قرارهم المرتبط غالباً بايران وحزب الله في لبنان ، وما يتعلق بهؤلاء المؤثرين من ملفات اقليمية ودولية .
برأيي فإن الخيار المتاح والممكن هو خيار الضغط العسكري على الانقلابيين لإجبارهم على القبول بالسلام ، ولن يقبلوا بالمقررات الدولية والإقليمية إلا حين يشعرون انهم يفقدون نقاط قوتهم ، وبالتالي سيكون أمامهم طريق واحد هو القبول بالمقررات والمرجعيات الدولية والإقليمية الخاصة بالقضية اليمنية ، والدخول في اتون عملية سياسية شاملة بعيدا عن الاستقواء بالسلاح ، وتحولهم الى مواطنين صالحين لهم ما للشعب وعليهم ماعليه .
دمتم سالمين .