"أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ". قال قتادةُ: "قلما تتكلمُ امرأةٌ فتريد أن تتكلمَ بحجتها إلا تكلمت بالحجةِ عليها". تبين هذا جليا في ردةِ فعلِ توكل كرمان الغاضبِ المستهجنِ، بسببِ الغاءِ الحفلِ الغنائي الذي ترعاه مؤسستها، بمناسبة ذكرى ثورةِ فبراير، والذي كان مقررا عصر الأمس بمحافظةِ مأرب. حيث فتحت توكلُ النوبليةُ بوابةَ غضبِها ونافورةَ سفهِها على شخصِ محافظِ مأرب سلطان العرادة، قائلةً عبر تغريدةٍ لها: "بهذا يثبت سلطان العرادة أنه وحسب واحد من القادة التافهين الذين اختارهم المحتل وابقى عليهم بعناية.
اعتذر لنفسي عن كل كلمة مدح غير مستحقة قلتها في هذا الرجل". تلك كلماتٌ نابيةٌ جارحةٌ فجةٌ، لا تصدرُ من خصمٍ لدود لمأربَ ومحافظِها، فكيف وهي قد انحدرت من فمِ من كانت يوما ثائرةً تصدعُ بشعاراتِ العدلِ وهتافاتِ التضحيةِ!. وكيف وهي كلماتٌ عدائيةٌ تقدحُ حقدا، قد تفجرت من قلبِ حقوقيةٍ نالت جائزةَ نوبلَ للسلامِ!.
كل هذا يجعلنا نتساءَلُ!.. أحقا هي كانت ثائرةً حرةً؟. أم تراها كانت من يومها بائرةً حرباءَ؟. وهل حقا نالت جائزةَ السلامِ بجدارةٍ واستحقاق؟. أم كانت جائزةً ترتيبيةً توافقيةً لصعود السلالم نحو عالَمٍ من الشقاقِ وعدمِ الوفاقِ؟. وهل من تفوهت بكل ذلك الهُراءِ، هي حقا توكلُ كرمان، تلك التي كنا نحسبُها كذلك، ونحسنُ الظَنَّ بها..؟. لا أعتقدُ ذلك مطلقا.. (توكل كرمان) الأمسَ أضحت (توغل بهتان) اليومَ. وبعد هذا! فكم من معتذرٍ لنفسه اليوم من ثوار فبراير عن كل حُسْنِ ظنٍ أبداه يوما تجاهَكِ، وعن كل كلماتِ مدحٍ سطرها لِجنابِكِ. وشئتِ -توكلُ- أم أبيتِ.. ستبقى مأربُ الأمس هي مأربُ اليوم، وسيظل العرادةُ هو العرادة.. أصالةً وعزةً وقوةً وسيادةً.