بادئ ذي بدء قال الله تعالى : وما تـَشـَاءون إلا أن يشاء اللهُ رب العالمين ، ومعنى الآية أن مشيئة الله نافذة ومحال أن تقف في المنتصف أو يحول أمامها حائل ، ويعني أيضاً أن مشيئة الناس لا يمكن أن تتحقق إلا بإرادة الله عز وجل خالق الخلق ، وهذا ما حصل مع الرجل الشجاع الدكتور عادل الشجاع الذي قال كلمة حق في سلطان جائر فغضب ذلك السلطان وأراد أن يقتص لنفسه فتدخلت مشيئة الله عز وجل حائل منيع بين مشيئة ذلك السلطان الجائر وبين ذلك المواطن اليمني الشجاع الدكتور عادل الشجاع .
الدكتور عادل الشجاع ذلك الرجل الذي أحزنه إنحدار مكانة وطنه اليمن الكبير وصعوبة معيشة شعبه المكلوم الذي سواده الأعظم عجز عن توفير لقمة عيش واحدة يسد بها رمقه ورمق من يعول ، فإنبرى ذلك الرجل العادل والمواطن الصالح ليجاهد بكلمة عدل عند سلطان جائر ، ولكن السلطان الجائر أخذته العزة بالإثم ومارس سلطته ضد ذلك المواطن الضعيف الذي إستجمع كل قواه ومـَكـَّنها قلمه الشريف وكتب عن كل شيء ، كتب عن فساد الحكومة ورئيسها السلطان الجائر وكتب عن معاناة الشعب اليمني وكتب عن وطنه الذي رأى فيه كلاب مختلفة الأشكال والأحجام وهي تنهش كل أرجاء جسده ، ولأنه مواطن صالح أحزنه ذلك كثيراً فكتب وكتب فتوقف قليلاً عن الكتابة بسبب السلطان الجائر ولكنه سيواصل الكتابة وبقوة أعظم من السابق .
عندما رأى السلطان الجائر بأن كتابات الدكتور عادل الشجاع بدات تمسه مباشرة دون إلتفاف وبالإسم شعر بالخطر وفقدان منصبه ومكانته التي إهتزت فترك كل مصالح الشعب وآلامه وإحتياجاته ورماهم جميعاً جانباً ، ومن حينها جعل من صاحب القلم الشريف الدكتور عادل الشجاع خصماً له ولابد من تأديبه وإهانته وليكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يضع رأسه برأسه ، فحرك كل جنوده وأذرعته المهترئة وبدأ باول خطواته لمعاقبة الدكتور الشجاع ، ونـَسيَ تماماً بأن لخالق الخلق جنوداً في السماوات والأرض أقوى وأعتى من جنوده يحركها كيفما شاء ومتى شاء .
في اللحظات الأخيرة وقبل إنتصار السلطان الجائر على مواطنه الدكتور عادل الشجاع وترحيله من أرض الكنانة إلى الوجهة التي أرادها السلطان الجائر ليذله ويهين كرامته أمر رب العزة والجلال جنوده في الارض بالتحرك ، فكان الجندي الأول الشيخ الفاضل أحمد صالح العيسي ثم بعض الأخوة والمواطنين الشرفاء من ابناء الشعب اليمني وتلك المناشدة من قـِبـَل زوجة الدكتور عادل الشجاع التي هزت مشاعر من لا تهتز مشاعره ، ومنها جاءت الأوامر بإيقاف ترحيل الدكتور عادل الشجاع إلى الوجهة التي أراد له أن يذله فيها السلطان الجائر إلى أسبانيا والتي أختارها هو أن يـُرحـَّل إليها .. وأخيراً نقول للدكتور الشجاع عادل الشجاع أرادوا أن يذلـُّوك فأعزك الله وأذَلـَّهـُم وهذا أجر شعورك لآلام ومآسي وطنك وشعبك .. وفقك الله وسدد خطاك أينما وضعتك قدميك .
علي هيثم الميسري