فؤاد مسعد*
يواصل الجيش الصهيوني جرائمه بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، فيما يواصل الغرب الداعم سقوطه بدعم هذه الجرائم البشعة، ويستمر الصمت والتواطؤ العربي المهين تجاه ما يجري في غزة..
غزة وأهلها يدفعون الثمن غالياً، وهل هناك ما هو أغلى من الدماء الطاهرة والأرواح البريئة والدمار والخراب والإجرام والإرهاب على يد جيش مدجج بكل أسلحة الدمار.
غزة وحدها تقاوم كل هذا البغي والظلم والعدوان والوحشية والحقد الأسود والأعمال الغادرة، تواجه وحدها كل هذا القبح والبربرية والإجرام والإرهاب المدعوم بأقوى الدول وأعتى الجيوش، وفي ظل صمت الإخوة وذوو القربى، بل إن منهم من يقف في صف الغزاة المعتدين.
لك الله يا غزة، أيتها الحرة الكريمة، ترفعين راية الكرامة وسط عالمٍ فقد كرامته منذ زمن، وتجاهرين بكلمة الحق والحرية بين قطعان العبيد الخانعين، الذين لم يعرفوا يوماً معنى الحق ولا قيمة الحرية، ولم ترتفع رؤوسهم عن مستوى أقدامهم.. ترتفعين للحق الخالد مناراً، وتنتصبين للحرية علماً، وللكرامة شعاراً ومثالاً، وأنت لها خير مثال.
غزة تقاوم معزولةً إلا من أطفالها الأبطال ونسائها الصابرات ورجالها الأفذاذ وشيوخها المرابطين. وفوق ذلك كله إيمانهم بربهم وعدالة قضيتهم وحقهم في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم.
بكل ما أوتيتِ من طهرٍ تقاومين الرجس والنجس والإثم والعهر والفجور الذي جُبل عليه شذاذ الآفاق من بني صهيون وداعموهم والمتواطئون معهم، سيظل طهرك طاهراً لن تدنسه الأيادي الوالغة في وحل الإجرام، وسيبقى طهرك فوق ما أعدوا وما أرادوا، ورغم ما فعلوا وما لم يفعلوا، ترابك الطاهر يسمو فوق جراحك الغائرة، وهواؤك النقي يتسامى فوق غازات الغل والحقد الدفين، لا طائرات الدمار قادرة على النيل من شموخك مهما فعَلَتْ، ولا صواريخ الإجرام تقوى على إضعافك مهما قتـَلـَتْ ودمرَتْ.
من طهارة دماء أطفالك تتجلى عدالة قضيتك، وفي دموع أمهاتهم يظهر الحق الذي يسندك، وستندين عليه،
ومن كل هذا الدمار والخراب يتأكد إجرام أعدائك وهمجيتهم، ومن عزيمتك وإصرارك على البقاء ينبت زهر اليقين ويفوح عطر الأرض المباركة.
من تحت الركام تومض الحياة، ومن بين الخرائب تشرق ألف شمسِ يا غزة الإرادة والصمود.
أطياف الشهداء ترفرف في سمائك، ودماؤهم الزكية تحرس أرضك، وسواعد أبنائك الأبطال تحمي حماك، وستبقين يا غزة مناراً لكل الأحرار والشرفاء، وهم وحدهم يقفون اليوم في كل مكان يعلنون نصرتك والتضامن معك، وما كان لنبلك أن يقبل بالجبناء ولا الخائفين ولا المترفين الطامعين، ولا لطهارتك أن تمنح الملوثين شرف مناصرتك والوقوف يوماً إلى جانبك.
على البغاة المجرمين سوف تحل لعنة الذل والهزيمة كما حلت على أجدادهم من قبل، وعليك السلام في كل وقتٍ وحين.