بالتزامن مع بدء مطار المخا تدشين رحلاته منه وإليه تزداد سمعة مطار عدن الدولي بفقدان سمعته ، ففي غضون السنوات الماضية منذُ إعلان المجلس الإنتقالي بسط سلطته على العاصمة عدن وإن كان شكلياً أو على الأحرى بشكل غير رسمي تم إكتشاف الكثير من المهربات من وإلى مطار عدن ، وعلى الأخص مهربات الأدوية والتي تتعلق بشكل مباشر بموت أو حياة المواطن العدني ، وهذه الأدوية المهربة أما أن تكون منتهية الصلاحية أو محظور إستخدامها من قـِبـَل مننظمة الصحة العالمية أو الهيئة العامة للدواء اليمنية .
ويوم أمس تمكنت سلطات مطار عدن من إكتشاف أدوية لأمراض خطيرة مهربة إلى عدن في عدة حقائب ، وقد صرح مدير مطار عدن بأن إدارة المطار طالبت وبشدة إتلاف هذه الأدوية وعلى وجه السرعة ، أما النيابة العامة التي حضرت في هذه الحادثة الخطيرة وعاينت الأدوية فوجهت بخطاب شديد اللهجة بعدم تسليم الأدوية لأي شخص أو أي جهة كانت ، ومن خلال تصريح مدير المطار وخطاب النيابة العامة نجد أن الأمور ستؤول كعادتها لتمييع القضية وخروج الأدوية من المطار وإنتشارها في الأسواق لتحصد الكثير من أبناء عدن ، ويبدو أنه من لم يـَمـُت غدراً برصاصة طائشة مع إنعدام الأمن والأمان سيموت بدواء محظور أو منتهي الصلاحية .
الغريب في الأمر أن كل المواقع الأخبارية التي تناقلت الخبر لم تذكر الشخص أو الجهة التي حاولت تهريب الأدوية ، وحتى إدارة المطار لم تصرح بأنها كشفت مالك الأدوية سواء فرد أو جهة ، والأغرب من ذلك فإن الأخبار تشير إلى أن مصدر في الهيئة العامة للدواء أن هناك جهات متنفذة تهدد بإستخدام السلاح لإخراج تلك الكميات من الأدوية وتصريفها في الأسواق ، والمعنى من ذلك ينبغي على النيابة العامة أن تخطو بإتجاه الجهة المتنفذة لتكتشف من صاحب تلك الأدوية المهربة ، وثمة معلومة والله أعلم تفيد أن هناك إثنان من وكلاء محافظة عدن لهما إرتباط مباشر بهذه الأدوية المهربة .. هذا أولاً .
أما ثانياً نوجه خطابنا لمعالي وزير الصحة لأن يستيقظ من سباته ويتولى قضية تلك الأدوية المهربة بنفسه ويقوم بإتلافها ، ولا يتكل أو يعتمد على إدارة مطار عدن أو النيابة العامة فالكثير من قضايا مشابهة أنتهت إلى تمييعها وإنتصار المهربين في إخراج مهرباتهم إلى السوق المحلي في عدن ، ولا أظن أن معالي وزير الصحة قاسم بحيبح لم تصله أخبار تلك الأدوية المهربة التي وإن تسربت من المطار سواء بالترغيب بدفع أموال لإخراجها أو الترهيب بإستخدام قوة السلاح فإنها ستحصد الكثير من أبناء عدن المرضى .. ونصيحة له أن يتحلى بالشجاعة ويقوم بواجبه وينهي هذه القضية ولا يخاف لومة لائم أو أي مآلات أخرى .
علي هيثم الميسري