ما أحلاك يا بندرَ عدنَ

2024/01/23 الساعة 07:37 مساءً

في زيارةٍ قصيرةٍ لعدنَ الجميلةِ، أردنا زيارةَ ساحلِ (جولد مور) بالتواهي. كان ذلك يومَ السبتِ 20 يناير، بعد صلاةِ الظهرِ مباشرةً، وعند تجاوزِ النفقِ الرابطِ بين القلوعةِ وجولد مور، توقفنا أمامَ نقطةَ التفتيشِ الأولى، استوقفنا جنديٌ، من أين أنتم!؟. أين رايحين؟. وتمت الإجابةُ عن كل تساؤلٍ وجَّهَهُ!. ثم فاجأنا بقولِهِ وَرِدِ الجنبيةَ للنقطةِ، وخُذْ سندا بذلك!.. سالناه كيف سيتمُ تعريفُهَا؟. بلونها أم بطولها أم بتقدير ثمنها...؟. فهي ليست سلاحا ناريا يحملُ رقما ونوعا.

وأمامَ إصرارِه بأنَّ ذلك هو القانونُ، قلنا له سنعودُ أدراجَنَا وندخلُ عبر التواهي. فقالَ "هناك نقاطٌ ستطلبُ منكم ذلك". وعدنا أدراجَنا، وهتافُ زميلِهِ يعلو "قوةً قوةً يا هيثم"، فضحِكَ البقيةُ للمنجزِ العظيمِ.

وفي الطريقِ الآخرِ وجدنا نقاطا عدةً، فكانوا في قمةِ الذوقِ وروعةِ أداءِ الواجبِ. يسألون من أين الأخوةُ؟. نردُ من شبوةَ. يطلبُ البطائقَ ليعيدُهَا بكل روحٍ أخويةٍ، مرحبا بكم، تفضلوا. حتى وصلنا ساحلَ جولد مور بسلامٍ وأمانٍ. وعند عودتنا عصرا مررنا بنقطةِ توريدِ الجنابي!، فسألتُ أين هيثمُ؟. أردتُ معاتبتَهُ ونصحَهُ، فلم يكن موجودا.

وهنا أكتبُ ناصحا بهدفِ مراجعةِ السيرِ وتصحيحِ المسيرِ. إنَّ ذلك لا يخدمُ الأملَ في وطنٍ يسودُهُ النظامُ والقانونُ، ولا الحلمَ في مجتمعٍ تَحُفُه السكينةُ والأخوةُ.

وعليه فإن كان هو توجيها قياديا لهذه النقطةِ فأرجو تصحيحه. فالجنبيةُ موروثٌ شعبي وليست سلاحا فتاكا. وإن كان حدثا مزاجيا فأتمنى مراجعةَ تلك النقطةِ لما بَدَرَ منهم من تصرفٍ تجاه زوارٍ لم يرتكبوا جُرْمَا. كما إنَّ تعددَ النقاطِ دون وجودِ مرجعيةٍ قياديةٍ متوافقةٍ وغرفةِ عملياتٍ موحدةٍ، سيؤدي إلى حالةٍ من التنافسِ المذمومِ، وتداخلِ الأوامرِ بين النقاطِ خاصةً، ومع الناسِ عامةً. وهذا خللٌ لن يستقيمَ الحالُ إلا بتوقيمه.

وفي ظل ما تشهده عدنُ حاليا من نهضةٍ وإضاءات جماليةٍ، وجهودٍ حثيثةٍ من قيادتها في توفيرِ الخدماتِ اللازمةِ لأهلها، وسعي قيادي ذاتي في تيسيرِ رواتبِ موظفيها، نتمنى أن يكتملَ الجمالُ في تنسيقٍ قيادي أمني لمنعِ التضادِ وسدِ فجوةِ الارتجالِ.

ختاما: إن كان منع لبس الجنبية في عدن وفقَ رؤيةٍ أمنيةٍ معتبرةٍ تراها القيادةُ، فيجبُ أن يُصدَرَ أمرٌ بالتنفيذِ لدى نقاطِ الأمنِ الرئيسةِ في مداخلِ المحافظةِ، وإعلانِ ذلك على الملأ. إنَّي استوعبُ ان يُطلَبَ ذلك منا عند دخولنا مستشفى أو إدارةٍ حكوميةٍ أو غيرها من المؤسسات...، أما أن يُطلَبَ ذلك في نقطةٍ بشارعٍ داخلي بعدنَ، أراه أمرا مُستهجنا. فكيف هُمْ وأنتم ترون؟.