{ تعلموا العدل والمساواة من الرئيس علي ناصر محمد }
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي كان الرئيس الأسبق علي ناصر محمد أمد الله في عمره الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني ورئيس مجلس الشعب الأعلى ورئيس مجلس الوزراء لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في زيارة رسمية لدولة الكويت الشقيقة فجاءه إتصال مهم من العاصمة عدن يقول له المتصل بأن منظومة الكهرباء على وشك الخروج عن العمل .. حينها إستشعر الرئيس الإنسان أبو جمال صاحب الزمن الجميل بمسؤوليته تجاه شعبه كرئيس بحجم المعاناة التي سيعيشها أهالي عدن فإنبرى سريعاً ولم يلبث ساعة من نهار وقطع الزيارة الرسمية ووصل إلى العاصمة عدن ليتلمس بنفسه حجم المعضلة ، ومن المطار ذهب مباشرة إلى شركة الكهرباء ليتفقد بشخصه العظيم حيثيات المشكلة ، وهناك ومن مقامه الآني هاتفَ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وشرح له المشكلة وحينها لم يتوانى الشيخ الإنسان عن تلبية نداء الإنسانية وحتى أنه لم يفكر لحظة في دراسة الأمر بل طمأن الرئيس علي ناصر محمد بحل المشكلة بإرسال ما يتطلب من مولدات .
بعد ذلك وفي تلك الساعة إجتمع الرئيس علي ناصر محمد بأعضاء مجلس الوزراء وشرح لهم عن مشكلة الكهرباء وتشاور معهم ، ومن ثم خرج بقرارات عاجلة وقال لهم بما أننا مقبلين على رمضان وإمتحانات الثانوية العامة على الأبواب والجو حار في عدن وقد تتأخر المولدات التي وعد بها الشيخ زايد لذلك علينا أن نحافظ على بقاء المولدات المتهالكة لدينا لفترة زمنية لحين وصول المولدات الموعودين بها ولن يحصل ذلك إلا بتقنين إستخدام الكهرباء ، لذلك على كل واحد فينا يستشعر بالمسؤولية وأهم خطوة نعملها هي أن نجعل كل مكيفات مكاتبنا ومساكننا في وضعية الإطفاء وأنا أولكم جميعاً ، وبالفعل تمت الأمور على ما خرجوا به في إجتماعهم وتقريباً إلتزم الجمع قبل أن يولوا الدبر حتى وصلت المولدات دون أن يستشعر أهالي عدن بتلك المشكلة .. وهكذا كان وهكذا صار في ظل رئيس إنسان قبل أن يكون رئيس مسؤول عن إدارة دولة يشعر بمسؤوليته تجاه شعبه ويتلمس حاجتهم ويسعى برفع الضر عنهم قبل أن يقع ، وكما يقال أن المسؤولية تكليف وليس تشريف ولا يحصل ذلك إلا في قلب وروح ووجدان الرئيس علي ناصر محمد الذي كانا العدل والمساواه مرتكز إدارته للدولة .. أطال الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية .
عندما نرى اليوم الحال في عدن وأوضاع الناس المؤلمة وضنك أحوالهم وإفتقادهم لأبسط إحتياجاتهم المعيشية ولو بالحد الأدنى من ماء وكهرباء ومأكل كل ذلك سيضعهم في قائمة أتعس شعوب العالم ، وبما أن مقالنا هذا يتحدث عن الكهرباء وعن أروع نموذج كيف تعامل مع مشكلة الكهرباء قبل إنقطاعها وهو الرئيس علي ناصر محمد فإننا سنوجه إنتقادنا اللاذع للمعنيين بالأمر في عدن ، سواء جمهورية معاشيق المتمثلة بالشرعية اليمنية أو جمهورية جولدمور المتمثلة بالمجلس الإنتقالي اللتان تنافستا على إذلال أهالي عدن ، ومن هذا المنطلق نقول لهم هل تعلمون يا هؤلاء بأن أهالي عدن بلغ الحد البائس ذروته وحالة اليأس التي إنتابتهم للدرجة التي يقولون فيها بأننا نقبل بعدد ساعات تشغيل الكهرباء الحالية التي تتصدقون علينا بها أو حتى إقطعوها بالكلية ولكن نريد منكم العدل والمساواة بأن تمكثون معنا في عدن وتعيشون بنفس الحال الذي نعيشه ولو لفترة زمنية مؤقتة كتجربة ليس إلا ، وعلى جمهوريتا معاشيق وجولدمور إخراج المولدات الخاصة بهم وتوصيل كيبلات من محطات عدن الكهربائية حالكم حال منازل عدن وليس بالضرورة أن يكون معكم أولادكم ونسائكم ، فهل ستوافقون على هذا الرأي أم إن كبرياءكم لا يسمح لكم فعل ذلك ولا تريدون أن تتعلمون العدل والمساواة بين المسؤول والمواطن من الرئيس الإنسان علي ناصر محمد ؟ .. أما أنا المواطن علي هيثم الميسري أقول لكم تباً لكم وللحظة التي غـَفـِل بها الزمن عنكم وجعلكم تتسلقون جدران المسؤولية وتصبحون مسؤولين علينا .
علي هيثم الميسري