الكتابة وكشف المستور

2024/08/03 الساعة 08:38 صباحاً

كل المهن ممكن أن يرتاح أصحابها بعد التقاعد، بحثا عن الراحة والاستجمام، إلا المعلم والمربي، والمثقف والمفكر، يبقى يمارس مهنته بطرق مختلفة، بالكتابة والنصح ونشر الوعي، فكثيرا من المعلمين والمثقفين يوصلون دورهم بعد التقاعد في أنشطة مختلفة.. أنشطة اجتماعية وثقافية وسياسية، لأنهم يحملون رسالة، ويشعرون أن هذه الرسالة جزءا من حياتهم ، مسؤولين عن تأديتها حتى اخر رمق من هذه الحياة.


بلغنا بالعمر عتيا، وانهكت أجسادنا ، وغزتنا أمراض الشيخوخة، ونحن مقعدون لن نتوقف عن دورنا التربوي والتعليمي ، الثقافي والتوعوي في إيصال رسائلنا التوعوية، ما دامت أناملنا تعمل وبدعم من بنات أفكارنا، نستطيع أن نوصل الرسالة السامية والنقية من خبائث الكراهية والعنصرية والعنف و العنف المضاد، من الحسد والضغائن والثأر والانتقام.



لم تكن الكتابة بالنسبة لنا ترفا، بل واجبا وطنيا وفعلا استثنائيا يبعث فينا الروح، ويعيد لنا النفس في أفق متجدد، إنها الحياة ودورنا في مواصلة الرسالة التي على عاتقنا، والشعور أن دورنا مطلوب في كل المراحل، ونصائحنا لابد أن نقولها، لمن يسمع ومن لا يسمع، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ووجه بصيرتنا للحق.


لا ننكر أننا واجهنا غرور الجهل وتحدي العصبيات، واجهنا ومازلنا نواجه التخلف والعنجهية، وكلما مر الزمان كلما تكشفت حقائق ما نقوله، فحبل الكذب والنفاق قصير، فكلما طال الزمن يتمزق هذا الحبل ويكشف عن كثير من الخبايا والحقائق التي كنا نطرحها، والتي كانت مصدر اتهامنا بتهم أكثر خبثا وجرما من النفاق نفسه، واحتملنا هذا الجرم ، وعشنا على كف عفريت، في بيئة مثخنة بالنفاق والمنافقين والأكاذيب ،ودسائس الانذال، وأقولها بصراحة نجونا بأعجوبة، من دسائس من كانوا حولنا، والحمد لله انتصرت أفكارنا ورؤانا، وها نحن اليوم نفتخر بكل مقال ومنشور ونصح قدمناه، فخرا للوطن وللتاريخ.


بصراحة رغم توصيفنا الحاد للواقع وأدواته ، و ما تكشف اليوم كان فوق ما كنا نتصور، تصوراتنا تبحث عن وطن العدالة والحرية والمساواة والمواطنة، وكنا نشعر أن هناك من يزرع بذور الفتن، ومن يفخخ الواقع بفيروسات الجهل والتخلف والعصبيات واللصوص والفساد، لكننا صدمنا أن الواجهة التي نشاهدها في إدارة عدن ما هي إلا لوحة رسمتها أياد خبيثة، وستارة خلفها حقيقة من يدير عدن ، مجموعة عصابات من رداءة القوم ، تم اختيارهم بعناية من بقايا النظام الذي ثرنا عليه، وأوكلت لهم مهمة تصفية كل ثائر حر ثار من أجل مستقبل أفضل ، وكل مناضل يرفض التبعية والوصاية، في عملية أطلق عليها محاربة الإرهاب ، عززت إرهاب الدولة ، وترهيب الأحرار والمناضلين، وعززت الفساد ودور المفسدين.


كنا تحت رحمة مجموعة من السفاحين والقتلة، محميين بكيان هلامي يحاول أن يظهر لنا بمظهر الحالة الثورية، بغطاء إعلامي وعسكري مدعوم بالمال، يحاول تسطيح العقل وتغرير النفوس، بخطابات ثورية وشعارات شعبية ، تجرنا للمسالخ والسجون السرية ، والله رحيم بعباده كشف لنا المستور، وقطع دابر الفتنة، وشتت أدواتهم، وهم اليوم يعيشون حالة من التخبط وفقدان البوصلة، لا نحتاج سوى لهبة شعبية ستنهي كل هذا المخطط الجهنمي ، وتعيد الاعتبار للدولة والوطن والمواطن.




*المقال خاص بموقع المهرية نت *