*الحروب.. بين مفهومين والهدف واحد.!!*

2024/08/08 الساعة 12:21 مساءً

 

*منصور بلعيدي*

للحكام الظلمة اساليب وطرائق شيطانية مغلفة بالدين والوطنية لاهلاك الشعوب في معارك خارجية غير ذات جدوى على الدين والامة ولكن للسيطرة على الشعوب والتخلص من المعارضة. 
فالحكام الظلمة يمارسون الاشغال..اي اشغال الامة بالامور الخارجية لصرفها عما يدور في الداخل من ظلم واستبداد وفساد. 

في الماضي كانت الفتوحات الاسلامية لاتختلف كثيراً عن حروب اليوم لانها من اجل السلب والنهب وسبي النساء،  وما *بروبجندا* نشر الاسلام الذي يغلفون بها حروب الفتوحات الاسلامية الاذريعة ليس الا.
 
فالاسلام لايقبل الظلم وهم كانوا يمارسون الظلم باسم الاسلام ، فالاسلام لاينتشر بالسيف ولاسيتخدم السيف الا لصد الاعتداء او لرفع الظلم عن الشعوب. 
فدين الله ينتشر بالكلمة اكثر بكثيررر مما ينتشر بالسيف. 

اما في الحاضر فتشن حروب عسكرية طاحنة واهدافها سياسية اواقتصادية للسيطرة على الشعوب المغلوبة ونهب خيراتها وتنصيب عليها حكاماً
وظيفيون. 
حروب الحاضر تلتقي مع حروب الفتوحات الاسلامية في الهدف.
(النهب والسلب وافقار الشعوب المغلوبة.)

ومن النماذج المظلمة للحكام الظلمة عبر التاريخ نجد ان الحجاج من اكثر الحكام تحمساً للفتوحات الاسلامية للتخلص من المعارضة واشغال الامة عن قضاياها الداخليه وعن مظالمه التي لاتحصى ولمئارب اخرى ولا صلة لها بالدين والجهاد بل كشعارات فضفاضة للعزف على اوتار قلوب المقاتلين بانهم يجاهدون في سبيل الله ، كما يذكر التاريخ .
هذين نموذجين للحكام الظلمة قديماً وحديثا( الفتوحات الاسلامية والحروب العصرية)

اما الحكام العادلون فيهتمون بالاصلاح الداخلي مثل :
نشر مفاهيم الشورئ والعدل والحرية الفكرية وحقوق الانسان والبناء الفكري والمعرفي للانسان والبناء التنموي للاوطان ، وحرية الراي للاستفادة من رؤى الاخرين ومستخلصات وعيهم.
والنموذج المشرق للحكام العادلين هو عمر ابن عبد العزيز الذي اوقف الفتوحات الاسلامية في عهده لانه رآها ملعبة وظلم للمجاهدين وللشعوب المغلوبة في آن..هذا في الماضي. 

اليوم يمارس الحكام الظلمة نفس الدور بل ويضيفون اليه محاربة الاسلام بالاسلام ذاته.. كيف.؟!

يشعلون حروبهم الداخلية ضد معارضيهم ويرمونهم بالتهم الجاهزة والتخوين وغيرها او يشنون حروباً خارجية تحت مظلة الدفاع عن الدين والوطن ويجدون من التيارات الاسلامية الجاهزة للتضحية بالدين لنصرة الحاكم الظالم باسم الدين تحت مظلة ( طاعة ولي الامر) بينما لايوجد فيه شرط واحد من شروط ولاية الامر. 

وفي عهدهم نجد الوطن يئن ويصرخ من ظلمهم ويدعو  بلغة القهر الصامت الى توجيه الحرب نحو حكامه الظلمة لا الى الخارج الذي حكامه اعدل بكثيررر مع شعوبهم من حكام المسلمين مع شعوبهم.

حكام اليوم اسوداً ضارية ضد شعوبهم لاذلالهم ومنعم من رفض الظلم والاستبداد .. ولكنهم مع الخارج نعامة فتقاء تدفن راسها في التراب. 

فتراهم مسلوبي الارادة فاقدي السيادة ولكنهم استمرأوا الذل والانبطاح للخارج لدرجة انهم يدفعون للغرب الجزية على شكل مساعدات او استثمارات وهمية.. (لتخفيف اسم الجزية). 
وهكذا تجد الشعوب العربية والاسلامية تعيش في ذيل الامم من حيث التطور الثقافي والسياسي والصناعي والتكنولوجي والمعرفي ، لان حكامها مجرد ادوات مع الغرب... وصدق من سماهم مجرد ( نيابات وجهات ضبط يمثلون الغرب في الوطن العربي والاسلامي ).

وتستمر الحكاية....