أحمد المقرمي
هذه السطور رسالة مفتوحة، تستلهم حروفها، وعباراتها من الشعور بالـواجب المنوط بالأمة بمختلف مستوياتها، وفئاتها، وشرائحها وانتماءاتها.
ولأن هذا الواجب نستشعره جميعا؛ فهي رسالة لإخراجه من منطقة الشعور، إلى ميادين العمل لكل مستوى أو فئة.
هي رسالة مفتوحة أولاً: لقــــادة الأمة، بلا استثناء، حيث يدعوهم الواجب الشرعي والقانوني، والإسلامي والقومي لأن يكون لهم الموقف المنشــــود، تجاه الطـ.وفـ.ـان، ومعـركة الطـ.وفــ.ـــان. فها هو عامٌ كامل ينقضي منذ طـ.وفـ.ـان الكــــرامة، والتحرير، والتاريخ.
لقد نادى الطـ.وفان كل أحد: يابَنِي اركبوا معنا، فلم تكن تلبية الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية ــ للأسف ــ عند المستوى المطلوب.
أما أصحــاب القــــــرار، فقد قيدهم الانتفــاخ الاستعمـ.اري، والحسابات التي أوهمتهم أن وراءهم همجية مهيمنة تأخذ كل سفينة غصبا.
إن القادة الأكابر؛ باتوا يدركون ــ اليوم ــ أن صمود رجـال الطـ.وفـ.ان طوال عام كامل، رغم الحصــار المطبق عليهم؛ لهو حـافز بطولي يُثْبت للأمة في جانبيها: الرسمي، والشعبي أن لا خوف يأتيهم؛ من بين أيديهم، ولا من خلفهم، ويدعوهم أن يأتوا صفا، مثل بنيان مرصوص. وهم في مجموعهم قــــادة، وحكومــــات؛ سيمثلون إعصـ.ارا مزمجرا، وطـ.وفانا كاسحا.
بيد الكُـبراء، والقــادة الزعمـاء أوراق كثيرة يمكن تحريكها، وشعوب حرة ستُسمِع نتائج إراداتهم العالم أجمع. فلتتضافر إرادات الشـعوب، وعزمات الحاكمين، ولتتكلم كل العواصــم، ولتتحرك كل الأوراق، وسترون طوفان الشعوب، كيف يزلزل الأرض من تحت أقدام الطغيـ.ان الاستعماري الخبيث، والكيان العـ.دواني اللقيـ.ط.
وما يقـــال في أربـــاب الحكم، يقال الشيئ نفسه في أرباب المال، فعلى رجـال المــال، والاعمــــــال، والبيوتـات المالية، والشركات، القيام بواجبهم تجاه طوفـان الكـرامة، والتحرير، والتاريخ.
يستطيع رجـال الأعمــال أن يوازوا رجـال الحكم، في الأثـر والتأثير؛ فليبرز عثمان من جديد، ولينفق بلال ولا يخش من ذا العرش إقلالا.
وكما يستطيع رجـــال المــال، والشـــــركات الحصول على موادهم، وبضاعاتهم بأسالـــيب وطـرق مهما كانت الظروف، فبمقدور كل مستشعر لواجبه أن يعـــرف الطريق لأدائــــه في اختراق الحصار والمحاصرة للدعم والمساندة.
والعلمـاء، والمفكرون، والمثقفون، والأحـــزاب، والكتاب، والسياسيون، والإعلاميون، والكتـاب، والقنـــوات الفضائيـة، والإذاعــات، والصـــحف، ومنصـــــات التواصل الاجتماعي.. عليهم جميعـا واجـــب؛ كلٌّ في مكانه، ومن موقعه منــاصرة الطـ.وفـــــ.ـان، وأن تتـــوجه كل أنشطتـهم، إفتـاء، وتوعيـة، ومقاومة، وتحريضـا، وتوجيهـا، وإرشادا، وفكــرا، وثقافة، وتغطية إعلامية خلف الطوفان، لمواجهة العـ.دو المستوطن، عدو الجميع، وهو الكيان اللقيط.
وعلى الشبـاب، والطـلاب، والعمال، والمكونات، والنقابات والاتحادات، رجالا، ونساء؛ أن يكونوا مشاعل تبصير بالواجب نحو القضية الأولى للعرب والمسلمين، وأحرار العالم. فلهؤلاء دور كبير، وفاعل، في النصــرة، والمناصرة.
تأكدوا، وتأملوا بإمعان، أنه لو وقفت الأمة، وحشــدت كل طاقـاتها، ووحدت قــرارهــــا في خدمة طـ.وفان الكرامة، والتحرير، والتاريخ؛ لعـزّزت كرامتهـا، وتحـــررت، أرضـــا، وإنسانا، وسيادة، ولسجلت تاريخا مجيدا، ليس بعيد الشقة، ولا صعب المنال.
ألا هل بلّغ رجال الطـ.وفان رسالتهم!؟ اللهم نعم.. وعسى أن نسمع على امتداد موقع الأمة، من يردد؛ وبحمـ.اس: نعم.. نشهد أنكم قد بلّغتم، وأيقظتم.