بين عملاق الأنفاق ومسخ الملاجئ!

2024/10/21 الساعة 11:34 صباحاً

أحمد المقرمي 

يقضي نتن ياهو جل يومه، وكل ليله في قعر ملجأ خفي تحت الأرض، ولا يخرج منه إلا للحظات ومن وراء جُدُر ليعود إلى ملجئه المُحَصّن. 

 

يعرف النتن من نفسه هذا الجـ.بن و العــ يب، و تعرف فيه أبواقه الإعلامية هذا أيضا، فراحت ترمي بهذا العيب و العجز في النتن نحو طـ ـوفان الطـ ـوفان، أو قائد الطـ.وفان، و أنه ماكث في الأنفاق. 

 

يعلم نتن ياهو، ويعلم حلفاؤه، و يعلم ( الفيتو)  و قنوات التطبيل، والمـ ـذلة كلها أن الأنفاق ليست ملاجئ بقدر ما تستيقن أنفسهم ــ و إن جحدت ألسنتهم ــ أنها وسيلة من وسائل الحرب التي أبكت النتن و من وراءه. 

ما كان الله ــ سبحانه ــ ليخزي وليا من أوليائه عاش عمره مجاهـ ـدا، فسخَّر سبحانه جنود نتن ياهو لينشروا أحداث معركة رجل الطـ ـوفان الأخيرة، وكيف كانت المواجهة معه حتى نفدت ذخيرته ، وحتى حين هَشَّ بعصاه خِراف بني الكيان اللقيط؛ لتتدخل بعدها الدبابة و المدفعية، وليبقى الجيش المدجج خلف المبنى المقصوف خوفا من رجل الطوفان، ويخشون عصاه، وما دلهم على وفاته واستشـ.هاده إلا مِنْسِأته التي كانت آخر ما يملك من (عتاد)، و مع ذلك قبعوا خلف المبني المدمر وقتا طويلا ؛ و لو لم يكن ذعرهم من رجل الطـ ـوفان مرعبا ما لبثوا طويلَ وقتٍ في العذاب المهين ..!!  قبل أن يتأكدوا من استشـ .هاده، و يتسللوا كالجرذان  ليصلوا إليه. 

 

فَوّت نشر الصــــور و الأخبـار لعمـــلاق الطـ ـوفان ــ من قِبَل جنودهم ــ على نتن ياهو ، و استخباراته و أبواقه أن يختلقوا مسرحية للنيل من البطولة المتناهية لرجل بقي طوال أكثر من عـام المطلوب رقــم واحـد لدى الكيـــــان اللقـ ـيط، و حلفــــائه، وحتى لدى الشيط.ــان الرجيم !  

لقد ضرب قائد الطـ ـوفان بعصاه يوم السابع من تشرين أكتوبر فانبجست من هـ ـول ضربته مواقع الكيـ.ان، وتصدعت أركانه، وكـرّر ضربته بالعـصــــا يوم استشـ.هــاده بعد نفــــاد ذخيرته ، وإصابته، واعتلت عليه القنا السمر: 

      ولو كان سيفي ساعة الفتك في يدي

     درى الفـاتك العجـــلان كيـف أُسـاوِره 

لكن عملاق الطـ ـوفان كان قد نفدت ذخيرته، وحينها خــــلا الميدان للجبـ ـان: 

وإذا ما خـلا الجبـان بأرض 

طلب الطعـ ـن وحده والنزالا 

حين كلف النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي عبدالله بن أنيس للقضاء على خالد بن عبد الله الهذلي الذي كان يعد جيشا للهجوم على المدينة، ذهب عبدالله وحيدا من المدينة إلى عرفات بمكة؛ ونفذ مهمته بنجاح، فلما عاد دخل على النبي عليه الصلاة والسلام، فدعا له بخير، و ناوله عصا صغيرة، فلما خرج عبد الله ألحّ عليه بعض الصحابة أن يعود ليسأل النبي عن العصــا، فلمـا رجع، قال له عليه الســلام، هذه: « آية بيني وبينك يوم القيامة»! 

فما أشبه هذه العصا المجاهـ ـدة بيد رجل الطـ ـوفان، بتلك العصا بيد ابن أُنيس، وما أشبههما ببعض ..!! 

الشجــاعة تعرف بالرجــــــال، وقد عُرفت الشجـاعة برجل الطـ ـوفان، والجبن يعرف كذلك بأشخاص يَقْبعون في الملأجئ، رغم أن وراءهم، ومعهم عواصم استعمارية على طول الخط، ومع ذلك يعتمدون في صنع البطولة على الطبول والمطبلين، وحتى الاستعانة بالقنوات النوائح المستأجرات. 

هنالك فروق واضحة بين رجال الأنفاق، وبين أشباه رجال الملاجئ.