تنطوي آخر ساعات عام 2024م، وذهب عام من حياتنا بكل أحزانه وأفراحه، وكل جراحاته وآماله، وكل إخفاقاته وأحداثه ، فيه الكثير من الفشل والنجاحات، وترك لنا أسئلة كثيرة نحتاج أن نخوضها مع أنفسنا ومع من حولنا.
في هذه الأسئلة دروس وعبر، أن نستلهم من الفشل خطوات النجاح، ومن الأخطاء الصلاح ،أي إننا مع كل مرور عام يجب أن ننتقل من حال إلى حال أفضل ، ومع كل عام جديد يجب أن يكون هناك تجديد في حياتنا وبرامجنا وأعمالنا ، وفي سياسات الدولة واستراتيجيات.
البعض قد لا يروقه تبادل التهاني والتبريكات بالعام الميلادي، ويعتبره تقليدا غربيا، مع أن التقويم الميلادي يُعد أداة أساسية مهمة في العلاقات الدولية، به تدون الاتفاقات والبروتكولات، وتحدد مواعيد الأعياد والمناسبات الوطنية و العالمية، وتدون إدارة الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.
فنتبادل التهاني بمرور عام من حياتنا المدنية ، من تاريخ ميلادنا المدون بالميلادي، تهاني لا تضر بعقيدتنا التي لها مناسبات دينية نعتز بها ونجلها، فلا خلط بين المناسبات الدينية والمناسبات المدنية والتي ترتبط بعملنا وعلاقاتنا مع العالم، حيث العالم اليوم قرية كونية.
فالأهم فكرة تقييم عام من العمل والجهد، عام من النجاحات والإخفاقات والفشل ، عام من الانتصارات والهزائم، عام يمر، فهل يمر مرور الكرام، وكيف نستقبل عاما دون مراجعة حقيقية، دون سياسات واستراتيجيات تجاوز الأخطاء والخطايا، وتصحيح المسار، برغبة عارمة للتغيير والتطور، في أن نكون نسخة أفضل مما كنا، يبقى العام المنصرم مليئا بالذكريات التي تشكل هويتنا، وتبني خبراتنا ومهاراتنا وتسهم في صياغة مستقبلنا.
وعليه يجب مراجعة ما يسيء لتلك الهوية، والاستفادة من كل التجارب والخبرات المتراكمة، لنصيغ مستقبلا أفضل وأحسن.
يأتي عام 2025م وهو يحمل لنا كما هائلا من التراكمات السلبية والإيجابية ، فهل سنبقى نخوض في سلبياتنا لنجعل منها سياساتنا المستقبلية، في مخاض سلبي يضع كل الإيجابيات على المحك، بل ترمى في سلة المهملات. المجتمعات المحترمة هي القادرة على تجاوز سلبياتها، لتعزز من كل الإيجابيات ، بما يطلق عليه الأخذ بالأفضل، والمجتمعات المتضررة سلبا هي تلك المجتمعات الغير قادرة على تجاوز سلبياتها، وقابعة في الخوض في تلك السلبيات التي تستدعي كل المآسي والآلام والأوجاع ، وتدمي الجراح وتوسع الشروخ وتزيد من حجم التصدع وتعزز الصراع والثأر والانتقام.
فهل نختار أن نكون من المجتمعات المحترمة، القادرة على تضميد الجراح وتجاوز المآسي والآلام ، ورأب الصدع ، وبنا جسور الثقة والنهوض نحو البناء، والتجديد والتغيير للأفضل.
بالوعي وحده يتفوق الإنسان عن ما يصيبه من مصاب، ينتصر لقيمه وأخلاقياته وانسانيته، يترفع عن الصغائر لما هو أكبر وأرقى في خدمة الوطن والامة والإنسانية جمعاء.
عام جديد وتجديد، وكل عام وأنتم للأفضل والأحسن ، والوطن خال من الفساد والاضطهاد والاستبداد، والموطن بعزة وكرامة، راتب محترم ومعيشة كريمة وحقوق مصانة، ووطن السيادة والإرادة.. أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
*المقال خاص بالمهرية نت *