‏افهموها بهذا الشكل من فضلكم

2025/01/28 الساعة 03:37 صباحاً



‏كتب: فهمي هويدي
‏إذا لم تفهم البوسنة، فلن تفهم غزة...!!*
‏*افهموا البوسنة أولًا، حتى تفهموا غزة وما يدور بها، وحتى لا تتعجبوا..!!* حرب الإبادة التي شنها الصرب على مسلمي البوسنة، واستشهد فيها 300 ألف مسلم.  واُغتُصِبت فيها 60 ألف امرأة وطفلة.  وهُجِّر مليون ونصف المليون.  - هل نتذكرها؟  أم نسيناها؟  أم لا تعرفون عنها شيئًا أصلًا؟! - مذيع "سي إن إن" يتحدث عن ذكرى المجازر البوسنية، ويسأل (كريستيانا أمانبور) المراسلة الشهيرة:  - هل التاريخ يعيد نفسه؟  
‏- كريستيانا أمانبور من "سي إن إن" تعلق على ذكرى البوسنة:  - كانت حربًا قروسطية، قتلٌ وحصارٌ وتجويعٌ للمسلمين، وأوروبا رفضت التدخل، وقالت:  - إنها حرب أهلية، وكان ذلك خرافة..!  - استمر الهولوكوست نحو 4 سنوات، هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد، بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادي، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية. - تدخلت الأمم المتحدة فوَضَعت بوابات على مداخل المدن الإسلامية مثل غوراجدة، وسربرنيتسا، وزيبا، لكنها كانت تحت الحصار والنار، فلم تغنِ الحماية شيئًا. 
‏- وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، وعذبوهم، وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية.  - ولما سُئل قائد صربي: لماذا؟  
‏قال: إنهم لا يأكلون الخنزير!  - نشرت"الغارديان" أيام المجازر البوسنية خريطة على صفحة كاملة، تُظهر مواقع معسكرات اغتصاب النساء المسلمات، 17 معسكرًا ضخمًا، بعضها داخل صربيا نفسها.  - اغتصب الصرب الأطفال.. طفلة عمرها 4 سنوات، ....  ونشرت "الغارديان" تقريرًا عنها بعنوان:  "الطفلة التي كان ذنبها أنها مسلمة".  - الجزار ملاديتش دعا قائد المسلمين في زيبا إلى اجتماع، وأهداه سيجارة، وضحك معه قليلًا، ثم انقض عليه وذبحه. وفعلوا الأفاعيل في زيبا وأهلها.  - لكن الجريمة الأشهر كانت حصار سربرنيتسا، كان الجنود الدوليون (الصليبيون) يسهرون مع الصرب، ويرقصون، وكان بعضهم يساوم المسلمة على شرفها مقابل لقمة طعام.  
‏- حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءًا كبيرًا من المساعدات التي تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان..!  
‏- رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12,000 من الذكور (صبيانًا ورجالًا) وذبحوهم جميعًا ومثَّلوا بهم.  
‏- من أشكال التمثيل:  كان الصربي يقف على الرجل المسلم فيحفر على وجهه وهو حي صورة الصليب الأرثوذكسي (من تقرير لمجلة "نيوزويك" أو "تايم").  - كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يُجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم..!  - كانت الأم تمسك بيد الصربي.. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها..!  كانت المذبحة تجري..  وكنا نرى ونسمع ونأكل ونلهو ونلعب.  
‏- وبعد ذبح سربرنيتسا.. دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحًا وأعلن:  سربرنيتسا كانت دائمًا صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب.  
‏- كان الصرب يغتصبون المسلمة، ويحبسونها 9 أشهر حتى تضع حملها، لماذا؟  قال صربي لصحيفة غربية:  نريد أن تلد المسلمات أطفالًا صربيين (Serb babies).  - ونحن نتذكر البوسنة وسراييفو وبانيا لوكا وسربرنيتسا  نقولها ونعيدها:  
‏لن ننسى البلقان..  لن ننسى غرناطة..  لن ننسى فلسطين..  - في ذكرى مرور 30 عامًا على جريمة أوروبا والصرب في البوسنة نقول: لن ننسى، لن نعفو، ولن نصدق أبدًا أبدًا شعارات التسامح والتعايش وحقوق الإنسان.. - في غمرة القتل في البوسنة كتبت صحيفة فرنسية:  يتضح لنا من تفاصيل ما يجري في البوسنة أن المسلمين وحدهم هم الذين يتمتعون بثقافة جميلة ومتحضرة.  - وهنا يجب أن نسجل بمداد من العار.. مواقف العجوز الأرثوذكسي (بطرس غالي) الذي كان وقتها أمين الأمم المتحدة، والذي انحاز بشكل سافر إلى إخوانه الصرب.- لكننا بعد 30 عامًا لم نتعلم الدرس..  - إضافة لا بد منها: كان الصرب يتخيرون للقتل علماء الدين وأئمة المساجد والمثقفين ورجال الأعمال، وكانوا يقيدونهم، ثم يذبحونهم، ويرمونهم في النهر. 
‏- كان الصرب إذا دخلوا بلدة بدؤوا بهدم مسجدها.. ويقول أحد المسلمين:  
‏إذا هدم الصرب مسجد البلدة فليس لنا إلا النزوح منها، كان المسجد يمثل كل شيء..!  
‏- أذكر أن صحيفة بريطانية وصفت إبادة المسلمين في البوسنة بهذه العبارة:  
‏حرب في القرن العشرين تُشن بأسلوب القرون الوسطى..!  (رسالة إلى المفتونين بالحضارة الغربية وحقوق الإنسان المزيفة التي يتشدقون بها) قصص التاريخ لا تُحكى للأطفال لكي يناموا!  
‏بل تُحكى للرجال لكي يستيقظوا.
‏الكاتب الكبير/ فهمي هويدي.