كم يحز في نفسي أن أرى بلدي تمد يدها طلبا" للمساعدات أو طلبا" للإقتراض من دول العالم المختلفة الشقيقة والصديقة المخلصة لنا والمحبة والطامعة بنا على حد سواء , في الوقت الذي تمتلك بلدي الكثير من الثروات التي لا تعد ولا تحصى , وبها الكثير من المقومات التي لو أستغلت الإستغلال الأمثل لصرنا من الدول المكتفية ماليا" والقادرة على مواجهة متطلبات شعبها , بل يمكننا أن نكون من الدول الغنية والمعطية وليست الآخذة . ومعلوم للجميع أن الذي سيعطيك باليمين لابد وأنه سيأخذ مقابله باليد الأخرى وقد يكون هذا الأخذ من سيادتنا وكرامتنا . إن كثيرا" من الدول تتمنى لو أن لديها بعضا" مما نملك لكي تستثمره بطريقة صحيحة ولجعلت منها دولة إن لم تكن غنية فستكون مكتفية بنفسها ومن وارداتها . فالله سبحانه وتعالى قد ذكر بلدتنا بالبلدة الطيبة وهو الأعلم بذلك , فاليمن بلدة طيبة لانها تمتاز بوجود كل أنواع الطقس فيها (البارد والحار والمعتدل والجاف والرطب)ولديها كل أنواع التضاريس (الجبلي والساحلي والصحراوي) ولهذا فهي صالحة لزراعة كل منتجات الكون من الفواكه والخضروات وايلمني قد توارث الزراعة على مدى الاف السنين. واليمن بلدة طيبة ببحرها فقد حبانا الله الكريم ببحر يمتد لإكثر من 2500 كيلو فيه من افضل أنواع الأسماك والقشريات نستطيع أن ننتج منه مئات الالوف من أطنان الأسماك وننشىء عشرات المصانع لتعليبها وتغليفها ونستوعب الآف الأيادي العاملة , و كذلك نملك افضل الشواطىء والجزر الصالحة للإستثمار السياحي , ونمتلك ميناء" ربانيا" من افضل موانىء المنطقة على الإطلاق يستطيع أن يستوعب ملايين الحاويات لوأستثمرناه صح. واليمن بلدة طيبة ببرها الغني بالثروات الظاهرة منها والباطنة فقد رزقنا الله جل في علاه النفط والغاز (وتتوالى علينا هذه الأيام الكثير من المبشرات في الإكتشافات النفطية والغازية ) ولدينا كميات كبيرة جدا" من الذهب(32مليون طن بتركيز 20%جم/طن) (68مليون طن فضة بتركيز 1جم/طن) 316 مليون متر مكعب جرانيت , 690 مليون متر مكعب رخام . 10 مليون متر مكعب حجر جيري ز 160 مليون طن جبس . 35 مليون متر مكعب بوميس . 300 مليون متر مكعب برليت . 58 مليون متر مكعب بازلت . 337 مليون طن ملح صخري . 157 مليون متر مكعب رمل زجاجي . وكذا الزنك والرصاص والنحاس والنيكل والكوبالت والبلاديوم والروديوم وخام الحديد(130 مليون طن)واكسيد تيتانيوم (46مليون طن ) والفوسفات (27 مليون طن ) وغيرها الكثير والكثير . وبالإضافة لكل هذه الثروات ثروات إخوتنا المغتربين والمقدرة بمئات المليارات من الدولارات , كل هذا ونحن مازلنا نشحت ونتسول فهذا يعطينا وذاك يردنا وهذا ينتقص من سيادتنا وذاك يهين ابنائنا ويذلهم في المهجر , لأننا لم نجعل لإنفسنا مكانة وهيبة بسبب التسول . ولكي نخرج من هذا الوضع المزري فلابد لنا من وضع الرؤى الإستراتيجية لإستثمار ثرواتنا ووضغ الخطط اللازمة لذلك وتمكين المخلصين المحبين أصحاب القدرة والكفاءة والنزاهة , مالم فسيستمر هذا الوضع المخزي والمذل لنا وستبقى يدنا هي اليد السفلى في الوقت الذي نستطيع أن نجعلها هي اليد العليا اليد التي تعطي ولا تسنجدي !!