أيها الفلسطينيون.. الخطر داهم وعليكم أن تعوا!

2025/02/15 الساعة 05:01 صباحاً

في لحظة هي الأخطر منذ نكبة 1948، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام مخطط شيطاني يُعيد إنتاج المأساة بأدوات جديدة، عبر محاولة تهجيرهم من أرضهم، وتحويلهم إلى لاجئين مشتتين في بقاع الأرض، في استكمال لمشروع صهيوني لم يتوقف منذ أكثر من قرن.

اليوم، لا مجال للشك أو التردد، فالمخطط واضح، والأدوات جاهزة، والتنفيذ بدأ فعلياً على الأرض، من خلال المجازر الوحشية التي أرتكبت في غزة، وحجم الدمار الهائل للبنية التحتية والخدمية والمباني السكنية، والاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية، والتضييق الممنهج على المقدسيين، في محاولة لدفع الفلسطينيين إلى قبول “الحل الوحيد المتاح”: الهروب من الجحيم إلى مصير مجهول.

لكن السؤال الأهم:

هل نحن كفلسطينيين مستعدون لمواجهة هذه اللحظة المصيرية؟ أم أننا سنكرر أخطاء الماضي؟

وحدة الفلسطينيين.. لم تعد خياراً بل ضرورة بقاء!

أيها الفلسطينيون، إن إستمرار الانقسام الداخلي بين الفصائل، والاختلاف في الرؤى والمواقف، لم يعد ترفاً يمكن تحمله، بل أصبح خطراً وجودياً يهدد القضية برمتها. فالاحتلال والإدارة الأمريكية يراهنان على أن الفلسطينيين لن يتوحدوا، وأن الانقسام سيُسهّل تمرير المخطط التهجيري، مستغلين حالة التشرذم الحالية.

إذا لم تتحرك الفصائل الفلسطينية اليوم نحو إنهاء الانقسام الداخلي وبلورة رؤية موحدة وموقف سياسي واضح ومتماسك، فإن الاحتلال سيمضي قدماً في خططه، ولن يكون هناك من يردعه، لأن التشتت الفلسطيني هو أعظم سلاح بيد العدو.

ما المطلوب فوراً؟

خارطة طريق لإنقاذ القضية

1- إعلان وحدة الفصائل تحت قيادة وطنية واحدة

•لا مجال اليوم للحديث عن فصائل متفرقة، بل المطلوب هو قيادة وطنية موحدة تُعيد ترتيب البيت الفلسطيني.

•هذه القيادة يجب أن تكون ممثلة لكافة القوى الوطنية، وتحظى بإجماع داخلي، ولا تخضع لأي تجاذبات خارجية.

2- تشكيل غرفة عمليات فلسطينية مشتركة

•تضم كافة الفصائل السياسية والمقاومة، بهدف تنسيق المواقف والتصدي لأي محاولة لفرض التهجير القسري.

•هذه الغرفة يجب أن تعمل على إدارة الميدان سياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً، بحيث يكون الموقف الفلسطيني موحداً ومؤثراً في المحافل الدولية، اعلام احترافي فاعل يتناغم مع الشارع العربي والغربي والرأي العام العالمي .

 

3- رفض أي مفاوضات أو حلول تستهدف تهجير الفلسطينيين

•يجب إصدار موقف فلسطيني رسمي موحد، يرفض بشكل قاطع أي سيناريو للتهجير، ويؤكد على حق الفلسطينيين في أرضهم وفق قرارات الشرعية الدولية.

•أي محاولة للقبول بتهجير الفلسطينيين تحت أي غطاء، سواءً كان “إنسانياً” أو “سياسياً”، هي خيانة كبرى للقضية وللأجيال القادمة.

4- تفعيل التحرك الدبلوماسي الفلسطيني في العالم

•يجب على الفلسطينيين اليوم أن يقودوا حملة دبلوماسية شرسة بالتنسيق مع أشقائهم العرب، ضد المخطط الصهيوامريكي التهجيري، عبر التحرك في الأمم المتحدة، والمحاكم الدولية، والمنظمات الحقوقية.

•المطلوب فضح المخطط التهجيري أمام العالم، وخلق ضغط دولي متعدد الأوجه والمستويات، يمنع تمرير أي تسوية تقوم على اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

 

5- تحفيز المقاومة الشعبية والمدنية

•الشعب الفلسطيني قادر على إفشال هذا المخطط بالصمود والمقاومة، تماماً كما أفشل محاولات الاحتلال السابقة لطرد الفلسطينيين من القدس والضفة.

•كل فلسطيني اليوم يجب أن يدرك أن معركته الأساسية هي البقاء في أرضه، وعدم الرضوخ لأي ضغوط داخلية أو خارجية للمغادرة.

رسالة إلى القيادات الفلسطينية:

كفى عبثاً بمصير الشعب!

كفى انقساماً، كفى صراعات داخلية، كفى رهانات خاسرة! الشعب الفلسطيني اليوم بحاجة إلى قيادة تليق بتضحياته، قيادة تحمل هم القضية وتعمل لمصلحة فلسطين وليس لمصالح حزبية أو أجندات خارجية.

إذا لم تتحد الفصائل اليوم، وإذا لم يكن هناك موقف وطني موحد، فإن التاريخ لن يرحم، وسيتحمل الجميع مسؤولية ضياع ما تبقى من فلسطين.

الخلاصة:

المعركة مصيرية.. إما الوحدة وإما الضياع!

أيها الفلسطينيون، أنتم اليوم أمام معركة وجودية، لا تتعلق فقط بغزة أو الضفة أو القدس، بل بمستقبل أمة وشعب بأكمله.

الاحتلال يريد أن يجعلكم لاجئين بلا وطن، والعالم مستعد للتواطؤ وتمرير هذه الجريمة، فهل ستسمحون بذلك؟

المعركة الحقيقية ليست فقط في الميدان، بل في وحدتكم ورؤيتكم الموحدة، فإن لم يكن هناك موقف فلسطيني واضح وقوي، فإن التهجير قد يصبح أمراً واقعاً، وستُكتب نكبة جديدة بأيديكم أنتم، لا بأيدي المحتل وحده.

إما أن تتحدوا اليوم، أو تستعدوا لحمل حقائب اللجوء إلى المجهول!

كاتب يمني