يروي البعض قصة طريفة مفادها أن أعمى تمنى أن يرى النور ولو للحظة من الزمن فاستجاب الله لدعوته وأعاد الله له بصره للحظة فرأى في تلك اللحظة رأس ديك ثم عاد للعمى فكان الناس كلما حدثوه عن مكان من الأماكن يقول : أين من رأس الديك ؟!!
تذكرت هذه القصة الطريفة وأنا أرى وأتابع إصرار الرئيس السابق صالح وأنصاره عن الحديث عن تفجير جامع دار الرئاسة بمناسبة وبغير مناسبة فصالح وأنصاره لا يرون شيئا سوى تفجير جامع دار الرئاسة فهي الجريمة الوحيدة التي يعترفون بأنها حدثت في اليمن ، تعرفون لماذا؟!!
لأنها مستهم هم فأحسوا بها أما بقية الجرائم التي مست الشعب والمآسي التي نزلت بالناس وجمعة الكرامة ومحرقة ساحة الحرية بتعز وغيرها وغيرها ...ألخ إضافة إلى ممارساتهم خلال عقود من الفساد والإجرام بحق الشعب فهذه بظهر غيرهم ولا تهمهم .!!
خلال أحداث الثورة فقدت مئات إن لم نقل ألاف الأسر عائلها أو أحد أبنائها حيث قتلوا على أيدي بلاطجة صالح وأيدي قوات الحرس التابعة حينها له وسجن المئات وعذبوا في سجون نظام صالح وحدثت مجزرة جمعة الكرامة بكل دمويتها وبشاعتها وشردت ألاف الأسر في أرحب بسبب الحرب التي شنتها معسكرات الحرس التابع حينها لعائلة صالح على المواطنين وتعرضت ساحة الحرية بتعز لمحرقة دامية وجريمة بشعة إضافة إلى الحرب التي شنت على تعز وأرحب والحصبة وغيرها من المناطق هناك ألاف المنازل تضررت وشردت ألاف الأسر وروعت ولم تعوض هذه الأسر حتى اليوم ولم ترمم هذه البيوت والمباني وهناك كثيرون فقدوا وظائفهم وتضررت أعمالهم ومع ذلك لا يكف صالح وأنصاره عن الحديث عن تفجير جامع الرئاسة كمعزوفة صدئة وأسطوانة مشروحة مل الناس سماعها ..
لقد أستنكرنا تفجير جامع الرئاسة في وقته كما استنكرته كافة القوى السياسية ليس حبا في صالح وإنما رفضا للعنف فنحن ضد العنف من أي جهة كانت وآلت الأمور في اليمن إلى المبادرة الخليجية حقنا للدماء وقد شارك صالح في وضع بنودها ونقاطها إن لم يكن قد صاغها بشكل كامل وقد وقع عليها صالح مع بقية القوى السياسية على أساس طي العهد الماضي وفتح صفحة جديدة وقد أحتفظ صالح له ولعائلته بحصانة وامتيازات كثيرة ونال أقاربه وظائف في السلك الدبلوماسي وظل يشارك بالحياة السياسية عبر حزب المؤتمر المشارك بنصف الحكومة والوظائف الرسمية ومع هذا لا يجد صالح وأنصاره شيئا يحاولون من خلاله كسب تعاطف الناس ومحاولة ابتزاز القوى السياسية غير تفجير جامع دار الرئاسة غير مدركون أن هناك كثيرون تعرضوا لجرائم فمثلا لو صعد أقارب شهداء جمعة الكرامة وغيرهم من شهداء الثورة وطالبوا بمحاكمته ونزع الحصانة عنه وصعدوا القضية للمنظمات الحقوقية الدولية وحركوا الشارع إن لم يجدوا أنفسهم تحت طائلة المحاكمة ولذا فالصمت خيرا لهم إن كانوا يفقهون.
صالح يريد أن يظل في ذاكرة الناس بأي شيء ولذا يذكر الناس بما تعرض له هو ومن كانوا معه في جامع النهدين في كل مناسبة وهو يعلم أن هذه التفجير هو تصفية حسابات داخلية ومن قام به هم من حرسه وبتدبير من بعض أفراد عائلته وهذا لعمري هو نوعا من الإفلاس فصالح لا هو ترك السياسة وتفرغ لكتابة مذكراته وزراعة الأشجار كما قال هو في إحدى المقابلات ولا هو عاد ببرنامج سياسي وطني حقيقي ينفع الناس ويدل على أن الرجل تعامل مع الأحداث تعامل الكبار وطوى صفحة الماضي وللأسف ما يزال صالح يمارس السياسية كمنتقم من القوى السياسية بحيث يدعم مليشيات الحوثي المسلحة والمخربين الذين يخربون خطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط والغاز بالمال والسلاح والنفوذ اعتقادا منه أنه ينتقم من القوى السياسية التي دعمت الثورة ضده وهو بهذا ينتقم من الشعب ككل وهذا من وجهة نظري سوء خاتمة فالرجل مدبر وسيدبر على نفسه ولن يرعى النعمة والأيام بيننا