أقدمت جماعة الحوثي في اليومين الماضيين ويومنا هذا الخميس 15/شوال/1434هـ الموافق 2013/8/22م على قصف منطقة دماج بمختلف الأسلحةالمتوسطة والثقيلة مخلفة عددا من القتلى والجرحى وتهديم المنازل فوق ساكنيها ومجددة بذلك العدوان الذي سلكته قبل عام تقريبا والذي ذهب ضحيته أكثر من 160 شهيدا وجريحا من بينهم نساء وأطفال وشيوخ, واليوم يتكرر المشهد نفسه في ظل غياب أو تغييب للدولة عن المحافظة, وصمت مطبق من القوى السياسية تجاه ما يجري!
والأسئلة التي تطرح نفسها هي :
أولا: ماهي الدوافع التي جعلت جماعة الحوثي في هذا الظرف تمارس مثل هذه التصرفات في الوقت الذي ينتظر اليمنيون فيه مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة وبسط نفوذها على عموم مناطق اليمن؟
ثانيا: إلى متى ستظل الدولة تاركة الحبل على الغارب لمليشيات الحوثي تمارس عدوانها ومعاقبتها لمن يخالفها؟ وإذا كانت الدولة قد سلمت صعدة لجماعة الحوثي فلماذا لا تعلن هذا للناس حتى ينظروا في أوضاعهم الطارئة وكيفية التعامل معها؟
ثالثا: أليست الدولة معنية بحماية المواطنين في عموم مناطق اليمن؟ ولمصلحة من يجرجر طلاب مركز الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- إلى حماقات تقوم بها مليشيات الحوثي في الوقت الذي تشارك فيه في مؤتمر الحوار الوطني معلنة قبولها بالحلول السياسية السلمية ألا يعد ذلك من التناقضات الصريحة التي تمارسها الجماعة؟
رابعا: أين مواقف القوى السياسية وبخاصة المشاركة في حكومة الوفاق الوطني ومؤتمر الحوار عما يجري في منطقة دماج من تعد على هذا المركز الذي ظل قرابة ثلاثين عاما يعلم العلوم الإسلامية بمحافظة صعدة دون أن يتسبب هؤلاء الطلاب في أي أعمال مخلة بالأمن والاستقرار أو يسفك بسببهم دم امرئ على الإطلاق؟
وما هو دور الوسائل الإعلامية المختلفة عما يجري والمنظمات الحقوقية؟ أليس هؤلاء من الشرائح المجتمعية التي لها وعليها من الحقوق ما لبقية أبناء الشعب اليمني أم أنهم يعيشون خارج المعادلات المجتمعية؟
خامسا : من هو المسؤول عما يجري اليوم في هذه المنطقة وهل ستظل الحكومة ترقب المشهد من أبراجها العاجية حتى تسفك دماء جديدة كما سفكت من قبل؟
سادسا: إذا كانت جماعة الحوثي لا تقبل أن يكون أحد مخالفا لمذهبها في المناطق التي تحت سطوتها فلما لا تعلن هذا للناس حتى يكون الناس على بينة من أمرهم ويعلم القاصي والداني أن فكرة التعايش السلمي لدى هذه الجماعة ليست واردة في ظل هذه الممارسات العدوانية لمخالفيهم؟
وأخيرا: فإن الحكومة اليمنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة معنيون بدرجة أساسية بسرعة التحرك لإيقاف نزيف الدم في هذه المنطقة فاليمن لم تعد بحاجة اليوم إلى مزيد من الصراعات والنزاعات التي لن تكون في مصلحة أحد سوى القوى التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار لتنفيذ أجندة خارجية على حساب مصالح اليمن الكبرى.
اللهم احفظ اليمن وأهله من مضلات الأهواء والفتن.