(الشباب يؤكدون دعمهم لكل توجهات وقرارات الرئيس على مختلف الصعد) .. كم استثارتني هذه العبارة و أشعلت نيران الغيرة على الوطن المذبوح بغدر وسذاجة والتي وردت في لقاء الرئيس هادي -رئيس المبادرة الخليجية - بمجموعة من الشباب نصبوا أنفسهم ممثلين للشباب ولديهم الصلاحية الكاملة لإعطاء مثل هذا التصريح!! العجيب في الزيارة أنها جاءت بعد حوار وطني خصص للشباب من كل التكتلات الحزبية والمستقلة والحركات الثورية في الساحة.. وخرج المؤتمر برؤية للشباب عن كل القضايا الماثلة على طاولة الحوار الوطني الشامل –وماهو بشامل – ومن المفترض أن الشباب قالوا مالديهم في حوارهم المزعوم وبعد جهد كبير وموثق .. إذا ماالجدوى من تلك العبارة بل ما جدوى هذا اللقاء الذي جاء فارغاً من قضايا الشباب وتطلعاتهم.. لم يخرج الحوار بالتمديد لهادي ولا بالمصادقة المسبقة لجميع قراراتة كما ذهب هؤلاء يؤكدون دعمهم لهادي وقراراتة وعلى مختلف الصعد .! أي أستغفال بعد يراد للشباب أكبر من ذلك!! العجيب أيضاُ هوالرئيس هادي الذي لا تكاد تخلو خطاباته من ذكر لفظ الشباب والأشارة إلى دورهم السياسي في العملية التوافقية السياسية التي تشهدها اليمن .. نراهم اليوم يصارعون البقاء تاركين أحلامهم التي شاخت بهم وراء ظهورهم باحثين عن لقمة عيش تجعل من أجسادهم أحياء ، تاركين الوطن يستغيث من عبث الكثيرين .. ماذا صنعت لهؤلاء ياهادي! لم يحدث التغيير آثره .. فالدولة غائبة حتى عن المشهد الاجتماعي في حياة الناس ، وتعجز عن تأمين الطرقات الرئيسية لهم من بطش النافذين . لم يحدث التغيير آثره .. فلازال الحوار الوطني الشامل قائماً وعلى وشك الانتهاء وبين أعضائه الكرام قاتل تمتد لحيتة إلى أسفل صدره !! كما تعجز الدولة عن ضبط واحضار عدد من الجناة ارتكبوا جرائم متفرقة حدثت هنا أو هناك أو حتى على قارعة الطريق في قلب العاصمة صنعاء. لم يحدث التغيير آثره.. لازال الرجل الأول في اليمن يستقبل المشائخ والأعيان ولا يستقبل البسطاء من الشعب، لازال مطبخ الرئاسة في اليمن يوقد ويشعل الطبخات التي تستهدف لإغفال الناس واحجاب الحقيقة عنهم ، فهادي لا يختلف عن صالح يستقبل فئات عديده من المجتمع ويحشد مناصرين له. لا تحتاج اليمن الى تمديد ولم تنص مبادرتكم اللئيمة على التمديد، فما يصنعه هادي اليوم صنعه صالح بالأمس، فعلى سبيل المثال لا الحصر تقدم فريق الحكم الرشيد برؤية خارطة طريق "لمرحلة تأسيسية لليمن الجديد" بنودها الرئيسية اخترقت اساس الحكم الرشيد كان ابرزها انتخاب هادي رئيس للبلد لمدة خمس سنوات وعلى ان تكون هذه المده لتطبيق مخرجات الحوار . لا افهم هل المتحاورين قدموا من خارج اليمن حتى يخرجوا برؤية كهذه ؟؟ ألا يوجد فينا رجل رشيد يحكمنا غير هادي؟؟ وهل في بلد تتجاوز اميته نصف المجتمع وتغيب فية سياده الدولة منذ زمن .. هل بمقدورة أن يتحول الى دولة في ظرف خمس سنوات فقط؟؟ تشكلت حكومة الوفاق هذه من مختلف القوى السياسية واستفاد البعض منها بشكل أو بأخر -إلا من رحم ربي – كسابق الحكومات السالفة فما جدوى استبدال الحكومة بحكومه أخرى عقيمه تعجز عن توفير الأمن والغذاء للناس مالم تكن هناك نية صادقه من أصحاب القرار لتبني مشروع انهاض البلد بدلا من السير في طريق اجهاضه. انهك هذا الشعب المغلوب على امره بل انهكت البلد برمتها، دون ادنى احساس بالمسؤولية من كل العابثين بها ، فلا وجوه جديده نعول عليها ولا شخصيات قديمة لها مكانتها وجماهيريتها وثقلها السياسي الذي يمكن أن يدفع بعجلة التغيير الى الامام ، الخشية على البلد من الاستمرار في العبث الامتناهي! بعد ذلك كله: ماعادت خارطة السياسة تعنيني!!