منذ أن أطل برأسه الممتلئ بمشاريع الخراب، والوطن يرهق بأصوات التمزق والفرقة. نعم، فهذا هذا هو حال الرجل الذي يعجبه دائما -ويوصي بقوة- أن ينادى بالوصف "مناضل" وهو يعرف ثمار نضاله -هذا- طيلة مسيرة حياته التي يملؤها العنف والقسر والتسلط والركل "والدهف" الذي كان آخر نموذج له ما فعله مع أنثى جنوبية رقيقة كسيرة الجناح اسمها ليزا الحسني، وكانت النهاية المأساوية لحسم تداعيات ذلك الموقف الشائن معها على طريقة المثل الشعبي: صلح أعوج ولا شريعة سمحة!!
قال "المناضل" محمد علي: إن "خيارات مؤتمر شعب الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني قائمة على حق تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة .." ثم يمضي في النفخ الخاسر في كيره: وفي حال رفض الشماليون هذا الخيار سيتم تقديم ملف متكامل عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الجنوبيين إلى ثلاث جهات هي: الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والمنظمة الإسلامية؛ بهدف السعي نحو استعادة الدولة الجنوبية".
والحقيقة أن الرجل يبدو -هنا- كحال فقير بني إسرائيل الذي: لا في الدنيا شرب خمر، ولا في الآخرة دخل الجنة؛ لأن هذا "المناضل" يعجبه الرقص على أرهف الأوتار حساسية، ثم ما إن يثمل طربا؛ يهرع لتمزيق تلك الأوتار التي أطربته، ولربما تجاوز الأمر إلى انتزاع أنامل من أطربه أو على الأقل إحراقها!!
في محافظات الشمال والجنوب والشرق؛ الكثير يعلم كيف كان موقفه من الانفصال في 1994م، وكيف كان يغير جلده مع كل بيئة يحط فيها كبعوض شجرة القات، بل وكثير من أبناء محافظات الجنوب والشرق -على وجه الخصوص-يعرفون كيف كان يحكم محافظة أبين أيام الحزب الاشتراكي، يوم كان محافظا أو حاكما(إقطاعيا) عليها في عز الاشتراكية اللينينية بالنسخة المستعربة.
وعلى ذكر الملفات التي سيرفعها إلى المنظمات الدولية والإقليمية؛ نقول له: ملفاتك يا عم محمد لا يستوعبها حيز، وتنوء عن حملها الجبال، فلماذا هذا التظاهر بالطهر والبراءة وأنت على ذات الشاكلة، بل وأكثر من ذلك؟
إن عود ثقابك الذي تلوح به دائما، رديء الإشعال، وبراميل بارودك منتهية الصلاحية؛ ففتش عن حفرة تدفن فيها مشاريعك الميتة التي تريد تمزيق هذا الوطن الذي ستفديه مهج الشرفاء من أبناء الجنوب قبل الشمال.