أيها الإصلاحيون.. انسجوا من خيوط الشمس أحلامكم وامضوا نحو أهدافكم بخطى ثابتة وكونوا للعالمين مشاعل نور.
تذكروا وانتم تواجهون كل ركام الجهل والاستبداد والعصبيات والمصالح الأنانية، أنكم تقفون على رأس طابور طويل من الأفذاذ والرواد والعظماء الذين أسسوا وبنوا وضحوا وتجردوا ..
استحضروا مشروعكم الحضاري على الدوام لتتغلبوا على وعثاء الطريق ولمز وغمز وأذى أصحاب المشاريع السفري..
حافظوا على اتقاد حماسكم وأشحذوا هممكم بما لكم من امتداد شعبي وجغرافي ، يتخطى المكان ويتجاوز الزمان، يعمر الأرض وعينه على السماء..
لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم تتلقون سيلا من الأحقاد والإفتراءات والشتائم والضلالات ، تساموا عن كل هذا وترفعوا إلى أبعد من مدار شمسكم وقولوا لهم (سلام لانبتغي الجاهلين )، لإنكم الأنقى قلوبا والأسمى فكرا والأرقى خلقا والأجدر بالأمانة والمسئولية.
تخيلوا حجم الفساد إذا تثاقلتم إلى ذواتكم ولم تقوموا بالدور ، تصوروا مقدار الفوضى والدم والدموع يوم تخرجون من المعادلة وتتركوا الدنيا للعابثين، وأي مصير كارثي ستؤول إليه الأمة إن قصرتم وفتحتم الطريق لمن هب ودب من أصحاب الإعاقات الفكرية والطموحات المجنونة.
املئوا الدنيا ابتساما .. حين يسعى العابثون لطمس بريقها وتكدير صفوها وتخريب شوارعها وعمرانها، وكونوا اليد الحانية وبلسم الجراح لأوجاع أمتكم وشعبكم من خلال عملكم الخيري التكافلي الرائد الذي لاينافسكم فيه أحد.
حذاري ان تغفلوا ودعموا صفكم المنظم المتين بمزيد من التلاحم والتآلف وترابط القلوب أيها (الإخوان).. وأعلموا أنكم خط الدفاع الأخير لأمتكم وشعبكم، بعد ان تهاوت جدر اليسار ولم ترث أمتنا من مشاريعها ونظرياتها ورموزها من حصاد غير التخلف في شتى مجالات الحياة.
أمامكم نماذج ماثلة لمشروعكم تبعث على الزهو، وتحفزكم على النهوض وأخذ زمام المبادرة ..
وفي مضمون مشروعكم الذي تحملونه روح هائلة جديرة بتحويل الصحاري إلى جنات والسلبية إلى طاقات والشعوب إلى ماكينات إنتاج، حدث هذا بأمس واليوم وسيحدث غدا (وإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الصالحين).
رددوا على الدوام هدفكم السامي ( الله غايتنا والرسول قدوتنا ..) واهتفوا مع كل رفاق النضال وشركاء الوطن أغنية الساحات الشجية:
املئوا الدنيا ابتساما وارفعوا في الشمس هاما.. واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاما.. واحفظوا للعز فيكم ضوءه.. واجعلوا وحدتكم عرشاً له..واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم تحت السماوات انقساما.
عبدالرقيب الهدياني