بعد اشهر من الموت السريري للجنة التنظيمية التابعة لاحزاب المشترك تم إنعاش هذه اللجنة لتصحو وتطلق دعوة للثوار للاحتشاد في كنتاكي لاحياء ذكرى مجزرة كنتاكي. وقام حزب الاصلاح بحشد اعضائه لهذه الفعالية وطالبت اللجنة في بيانها الى محاكمة صالح والغاء الحصانة التي مُنحت له من قبل.
نحن هنا لن نتكلم عن اللجنة التنظيمية على اعتبار انها احدى ادوات اللقاء المشترك وسنكتفي بمخاطبة المشترك بشكل مباشر. إذ فجأة وبدون سابق إنذار استيقظت قيم اللقاء المشترك وأحسوا بمسئوليتهم الاخلاقية والوطنية تجاه شهداء وجرحى الثورة الشبابية فقفزوا الى الواجهة مطالبين بإلغاء الحصانة التي منحوها لصالح سابقاً. هم يظنون ان الشارع ساذج الى الحد الذي يجعله مستعداً للتفاعل مع هذه الدعوات والخروج مع المشترك بدعوى إسقاط الحصانة ومحاكمة صالح.
على المشترك ان يعي جيداً اننا نعرف ان قادة المشترك هم من منح صالح الحصانة من اي محاكمة قد تطاله او احد من اركان حكمه عن ايه جرائم ارتكبها خلال فترة حكمة بما فيها جرائم قتل الثوار يوم جمعة الكرامة ومجزرة كنتا كي وغيرها. وطيلة الفترة الماضية انخرط المشترك في العملية السياسية وفي عملية الحوار متناسياً تماماً دماء الشهداء والجرحى واليوم عندما رفض صالح وحزب المؤتمر فكرة التمديد لهادي وحدد موقفا رافضا لمخرجات لجنة 8/8 التي تبنت حلولا تفضي الى تقسيم اليمن الى اقاليم متعددة تذكر المشترك ان هناك شهداء وجرحى وخرج ينادي بمحاكمة صالح والغاء الحصانة.. هذا كله ليس لأجل الشهداء وانم الاجبار صالح وحزبه على القبول بالتمديد وبتقسيم اليمن الى اقاليم تمهيدا لعملية التشضي اللاحقة!
إن المشترك اليوم وهم يستخدم دماء الشهداء والجرحى للي ذراع صالح للقبول بحلول التمديد وتقسيم اليمن قد جعلوا من هذه الدماء الزكية جسراً يوصلهم الى غايات دنيئة. ألم يمت الشهيد عبدالرحمن الكمالي وبعض رفاقه نتيجة الاهمال والتساهل الذي لاقاه من قبل حكومة الوفاق واللجنة الوزارية؟ لماذا لم نجد من المشترك اي تحرك جاد وعملي لمعالجة الجرحى الذين قضوا واحداً تلو الاخر؟, الا يتساوى من قتل عبدالرحمن بالإهمال والتجاهل مع من قتل نزار هائل سلام برصاص الغدر والخيانة؟!
ان موقف صالح وحزبه اليوم الرافض لما خرجت به لجنه 8/8 ورفضهم للتمديد موقف يتفق مع موقف كثير من الثوار بل ويتفق مع موقف غالبية الشعب اليمني. ومحاولة المشترك لي ذراع صالح بالمطالبة بمحاكمته ليقبل بهذه المخرجات الهشة والتي هي ضد مصلحة وامن ووحدة اليمن هذه المحاولة من قبل المشترك تصنع من صالح زعيما وطنيا ويدخله التاريخ وتزيد من شعبيته بعد ان لفظه الشعب.
أليس من حق صالح وحزبه وهم طرف في التسوية السياسية ان يتمسكوا بتطبيق الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية، اليسوا على حق في ذالك. اليس من حقهم ان يرفضوا فكرة تقسيم اليمن الى اقاليم؟. الم يكن من حقهم ان نسمع لهم ونناقشهم حول ما ذهبوا اليه؟. لماذا يحاول المشترك وعبد ربه مصادرة الاراء المخالفة لتوجهاتهم التي ستفضي الى تقسيم اليمن والتمديد لمرحلة انهيار وتفكيك ما تبقى من الدولة اليمنية؟!
إنه من المعيب على المشترك ان يخرج اليوم ليطالب بمحاكمة صالح وهو من منحه الحصانة وانه لمن الخزي والعار ان تكون هذه المطالبة هي سوط لجلد المؤتمر وصالح لكي يقبلوا بحلول يرفضها معظم الشعب اليمني. وكان الاحرى بالمشترك ان يكون هو الرافض لهذه الحلول الكارثية بدلاً من ان يكون هو المسوق لها.
على المشترك ألا يمنح صالح شرف الوقوف منفردا مع مطالب الشعب المتمثلة بيمن جمهوري موحد ديمقراطي. ان المشترك اليوم ومؤتمر الحوار وهم يروجون للتمديد هم يؤسسون لدكتاتورية شديدة الوطأة على الشعب اليمني بدأت قرونها تطل من خلال تصريح الرئيس عبد ربه الذي قال فيه (ليس من حق احد ان يعترض على مخرجات الحوار) وكأنها قرآن يتلى. اليس ما قاله هادي هو قمة الديكتاتورية؟
ومن اعجب المطالب التي يتبناها اعلام وناشطو المشترك هو المطالبة بحل مجلس النواب الذي لازال يعتبر هيئة وطنية منتخبة رغم انقضاء فترته ويطرحون ان يتم استبداله بجمعية تأسيسية تتكون من اعضاء مؤتمر حوار موفمبيك والذين تم اختيارهم من بين مرتادي مقهى "كوفي كورنر" ومن المتسكعين بأبواب السفارات الغربية، كما ان بين اعضائه قتلة وقادة عصابات وجماعات مسلحة خارجة عن القانون.. ان من يطالب بهذه المطالب يريدون ان يدمروا ما تبقى من مؤسسات وطنية ويستبدلونها بالمتردية والنطيحة وما اكل السبع.
على قادة الاحزاب السياسية ونخب الميراث ان يتذكروا جيداً ان الشعب اليمني عندما خرج يوم 11فبراير 2013 وقام بثورة سلمية شبابية شعبية قد خرج من اجل يمن جمهوري ديمقراطي موحد حر مستقل. خرج يبحث عن دولة مدنية تحترم حقوقه وكرامته، خرج من اجل عيش كريم لكل اليمنيين.. لم يخرج لأجل تقسيم اليمن كما تريدون انتم اليوم.. خرجنا لاسقاط النظام السياسي بشقيه السلطة والمعارضة ولم نخرج لتدمير مداميك الدولة كما تفعلون انتم اليوم. كما ان الشعب اليمني لم يخرج لكي تتقاسموا المناصب بينكم مقابل التفريط بوحدة اليمن ونظامه الجمهوري وتفكيك بنيته الاجتماعية.
إننا ومنذ البداية عارضنا منح صالح ونظامه الحصانة وطالبنا بمحاكمته ولا زال هذا موقفنا ولا زلنا لا نعترف بشرعية هذه الحصانة فهي عطاء من لا يملك لمن لا يستحق كما اننا ضد الابتزاز السياسي الذي يمارس ضد صالح وحزبه بدعوى الغاء الحصانة والمحاكمة . نحن مع محاكمة عادلة وشاملة لكافة من اجرم في حق الشعب اليمني نحن مع محاكمة صالح ونظامة على جرائم قتل الثوار في جمعة الكرامة وفي مجزرة كنتاكي ومحرقة ساحة الحرية بتعز كذلك نحن مع محاكمة جميع القتلة من كافة الاطراف السياسية نحن مع محاكمة مرتكبي جريمة النهدين ومحاكمة الحوثي على جرائم القتل التي ارتكبت بحق المدنيين بصعدة عقب جمعة الكرامة بدعوى الثأر لشهداء جمعة الكرامة وكذلك نحن مع محاكمة القتلة في حرب الحصبة ومن انتهكوا الاعراض والحرمات بدعوى الدفاع عن الثوار. نحن مع محاكمة القتلة الذين قتلوا ابناء المحافظات الشمالية في لحج وعدن والمكلا وسيئون واحرقوا محلاتهم, كما اننا مع محاكمة من اهمل قضايا الجرحى وتساهل بها حتى ماتوا واحداً تلو الاخر. نحن مع تطبيق عدالة انتقالية على الجميع ولسنا مع تطبيق عدالة انتقائية ولا مع تطبيق عدالة انتقامية.
اخيراً اقول للجميع: ستذهب دماء الشهداء هدراً اذا لم تتحقق الاهداف التي استشهدوا من اجلها وان حوكم صالح وعوقب. ولن تذهب دماء الشهداء هدراً اذا تحققت الاهداف التي ضحوا لأجلها وان ظل صالح بلا عقاب ولا محاكمة.