كنت ولازالت مؤمناً أن مدينة عدن هي رأس المقطورة و هي البوصلة السياسية لكل الأحداث على الساحة الجنوبية واليمنية، ولها التأثير الأبرز في ما يجري من مستجدات، هذا التأثير ينعدم عند تغييبها و إقصاء أبناءها، وجعلها ساحة صراع للقادمين من الريف القريب.
ما يؤكد كلامي ما شهدته مدينة عدن يوم أمس حيث افترق الرفاق القدامى بين (مليونية) و(عصيان) ليكتوي أبناء المدينة من لأواء الصراعات التي باتت مقرفة و تثير الغثيان، لا لشيء سوى اختلاف مصادر التمويل،
تعطلت مصالح الناس، ومنع الاطفال من الذهاب لمدارسهم، و إرادة غبية لتعطيل كل مظاهر الحياة، بينما الحياة تمشي بشكل طبيعي حيث المناطق التي قدموا منها، والسبب صراع زعامات وكل فصيل يحاول فرض إرادته و الاستعراض في ساحة الصراع (عدن).
نرى صبية يفرضون على الناس بكل بجاحة إقفال محلاتهم التجارية و التهديد بإضرام النار في متجر كل مخالف، إنها الهيمنة و الاستعلاء وروح الانتقام من مدنية عدن قبل كل شيء،
بقيت هذه المدينة رغم كل جراحات الماضي تنشد الحياة وكل شيء جميل، أولى بهؤلاء القادمون الغرباء أن يصفوا حساباتهم خارج أسوار هذه المدينة التي اكتوت بصراعاتهم قديماً، والذاكرة العدنية لم تنس مآسي الماضي، وتوقف عقارب الساعة منذ الاستقلال، و تهجير الكوادر وتأميم المساكن وغيرها من الآثام الذي دفعت ثمنها عدن لسبب بسيط هو تمسكها بالمدنية، والانحياز إلى الإنسان بصفتها العالمية والكونية، وعدم الركون لقبيلة أو منطقة.
إلى كل من سوى عدن اعتدلوا على ترابها وتحت سماها، أو ارحلوا غير مأسوف عليكم.