طالما والمعركة حامية الوطيس في قاعات موفنبيك الباردة وتتعدد الرؤى في شكل الدولة فأن عدن ينبغي ان تكون حاضرة في التفكير السياسي والارادة السياسية من اجل ان تستعيد مكانتها المتميزة ارضا وانسانا والتي قدر لها ان يتسابق عليها الغزاة والمواطنين والمستوطنين واغتصابها واحدا تلو الاخر وكأن قدرها منذ العام 1967م ان تكون تارة رهينة بمسمى عاصمة سيادية وتارة اخرى عاصمة اقتصادية وبين المسمين يقبع ابناءها وساكنوها والمنتسبون اليها ممن احتضنتهم منذ مئات السنين في الدرجة الثانية من حقوق المواطنة
عدن لم تحصد الا المعاناة والفقر والاقصاء والتهميش والتنكيل بأبنائها خاصة بعد حرب صيف 1994م وهي التي تميزت بفضائها الكوسموبوليتكي للتعايش المدني الاثني والديني والثقافي بين مختلف الشعوب والثقافات بالرغم من نموذجها الرائع للحداثة والمدنية بفضل تماسها المبكر مع قوى الحداثة الإنسانية على المستوى العالمي
لذلك وكي تتعايش عدن مع أي ظرف او رؤية لشكل الدولة المأمول, ينبغي ان تكون عدن حاضرة في التفكير والفعل السياسي للقوى الوطنية المعول عليها وان تمنح اقليما فيدراليا ومنطقة اقتصادية مستقلة وهي مؤهلة لذلك بسبب موقعها الاستراتيجي الإقليمي والعالمي و بما تتفرد به من سمات وخصائص, طبيعية وجغرافية ، تاريخية وثقافية وحضارية بل وهي القادرة على ان تلعب دورا حيويا ومتميزا في الاقتصاد المحلي والعالمي وتكون رافدا حقيقيا وقويا للدخل القومي وفي تحسين الظروف الاقتصادية للبلاد ونموها وازدهارها
ينبغي ان تكون عدن اقليما فيدراليا ومنطقة اقتصادية مستقلة لها دستورها وبرلمانها وقوانينها الفيدرالية المستقلة التي تمكنها من النجاح والتطور الاقتصادي وبما يضمن نجاح الاستثمار ويؤمن الحريات الخاصة والعامة للمواطن والزائر والمستثمر ويمكنها من وضع شروطا صارمة لحفظ امن المواطن وتعزيز الامن العام ومنع السلاح ومكافحة المخدرات وغيرها من القوانين التي افتقدها المواطن في عدن حتى تستعيد عدن مكانتها التي ينبغي ان تكون عليها
ليس ذلك فحسب بل ان السياق التاريخي لمدينة عدن يمنحها الحق في المطالبة بإقليم مستقل يتكون من ولاية عدن وجزرها عند الاستقلال عام 1967م مضافا اليها السلطنة العبدلية ومشيخة العقارب وتمتد حتى باب المندب ( عدن الكبرى ) وهو حقها القانوني الذي خولها اياه المسار السياسي التاريخي في مكون اقليم عدن بدءا من تأسيس اتحاد إمارات الجنوب العربي في 11 فبراير 1959 مرورا بانضمام مستعمرة عدن في 18 يناير 1963 كولاية فيدرالية وبالتالي تم تغيير اسمه الى اتحاد الجنوب العربي وكذلك دورها في عملية التحرر الوطني المناهض للاستعمار الذي وفر المبررا الرئيسي للهزيمة الذاتية لبريطانيا وجلاءها في نوفمبر 1967م
اخيرا .. عدن لك في القلب مساحة سرمدية وانت غصة في خاصرة تاريخ اليمن المعاصر لانك معشوقة للنخب السياسية ومع ذلك يرفضون ان ينتصروا لك او يمنحوك حقك في الحياة .. فهل انتم قادرون وفاعلون ايها المأجورون في مؤتمر الحوار
** معلومات من تاريخ عدن للتذكير فقط