رسائل الرئيس

2013/09/22 الساعة 04:41 مساءً

منـذ أيـام بعث الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي برسائل واضحة لا تقبل التأويل.. وكلها تصب في تحذير أولئك الذين يحاولون عرقلة مسيرة التسوية التاريخية، سواءً كانوا في الداخل أو الخارج، خاصة أولئك الذين يسعون للتنصل عن مخرجات الحوار الوطني حتى قبل أن توضع اللمسات الأخيرة لوثيقة المرحلة المقبلة التي من شأنها أن تعيـد الطمأنينة إلى النفوس القلقة، إيذاناً بفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن المعاصر.

وفـي هــذا الصـدد يمكـن قـراءة رســائل الأخ رئيـس الجمهورية إلى هــذه القـوى مـن حيث دلالاتها وتـوقيتها وشفافيتها، إذ إنها رسائل موجهة لتلك القوى التي تتأرجح في مواقفها تجاه مخرجات عملية الحوار تحت تأثير نزوعها الضيق ورغباتها المكبوتة في عدم التسليم بحتمية التغيير الذي ارتضاه أبناء اليمن وحظي بتأييد ومباركة الأسرة الدولية.

إن الرسائل الرئاسية تلك لا تقتصر على مجرد التلويح بخطورة تأثير هـذه المواقف السلبية تجـاه عملية الحوار وإنما تؤكد كذلك على أن أية محاولة لعرقلة عملية إنجاز ما تبقى من الفترة الانتقالية سوف تجابه بالرفض الشعبي والمحاسبة، بل وسيتعرض أصحاب هذه المواقف السلبية إلى المساءلة القانونية.

إن ما يزيد الطين بلَّـة – كما يقال– أن تتزامن محـاولات بعـض القوى داخل مؤتمر الحوار لنسف حالة الوفاق والتوافق بين شركاء العملية السياسيــة وبين تلـك القـوى التي تحمل يافـطة رفضهـا المسبق لأيــة تسـوية مـا لم يتحـقـق شـرط الانفصـال(!!) ودون إدراك منـها لمخـاطـر الارتـهان إلـى هــذا الخيــار الانتحاري على استقرار اليمن وأمن المنطقة.

الخلاصـة النافعة في هذا الإطار أن تتكاتف القوى الوطنية المشاركة في الحوار الوطني للتوافق على إنجاز وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار..وهو ما أكدت عليه رسائل الرئيس الأخ عبدربه منصور هادي باعتبار أن هـذه المخرجات هي الضامن الحقيقي لتأسيس المشروع النهضوي القائم على مبادئ العدل والحرية والمساواة والحكم الرشيد.. فهل تعي هذه القوى مخاطر الاحتكام إلى محاولات تفخيخ أجواء الوفاق واستهداف عملية التسوية على استقرار الوطن وقبل ذلك على مكانة هذه القوى؟ أم أنها – رغم ذلك – ستظل عصية على فهم متغيرات العصر أو على الأقل فهم واستيعاب مضامين رسائل الأخ الرئيس في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن؟

"الجمهورية"