مما لا يدع مجال للشك أنها التجارة اليومية الأكثر انتشاراً في وطني الحبيب و التي تمكن للفقير قبل الغني من ممارستها و تداول سلعها دونما اي جمارك حدودية ، أو ضرائب حكومية ، أو عوائق مشيخية تفرض على صاحب هذه التجارة التقاسم بالمناصفة كشرط رئيسي للاستثمار او مصادرة المشروع و عودتك مفرغ اليدين لا مال و لا تجارة تلف حبال المشنقة حول عنقك و تودع الحياة تاركاً كل طموحك و أهدافك تذهب في سبيل الشيخ
لذلك الرائع إن تجارة المشاعر تعتمد في سوق المنافسة على ثلاث ركائز صدق النوايا ، و الإخلاص ، و الوفاء ، و هذه الركائز مكنت الطبقة الفقيرة في وطني من اكتساح السوق و تحقيق أرباح هائلة ، وجعلت من أسهم البرجوازيين مفلسة و مغلقة إلى أن يعو جيداً شروط التنافس في هذا المجال
و الأجمل أنها تجارة بسيطة الشكل ، سهل الحصول على بضاعتها ، لا تحتاج إلى كفيل تجاري ، أو بنك استثماري يستغل ذهب الوالدة ليمنحك قرض مالي لتنطلقا نحو مزاحمة الأوباش ، و تربص المتلاعبين باسهم البورصة في الأسواق ، كما انك لا تحتاج إلى شاحنة نقل تحمل لوحة حكومية ، أو سمسار عميل في الحدود ، أو وساطة مسئول في الدولة لتمرير بضائعك
أيضاً أنت لست ملزماً على مصارعة البلدية على أرصفة الشوارع ، أو مجابهة غلا أجور المحلات الباهظة ، أو صيانة مطورك اليومي لتوليد الكهرباء و ضمان نحاج تجارتك
بالإضافة إلى أنها التجارة الوحيدة المضمونة التي تستطيع إن تمارسها في هذا الوطن ، و أنت واثق انك لن تخسرها إمام لذة متنفذ حكومي فاسد طاوعته الشهوة على استغلال ضعفك المادي و الاجتماعي و بسط نفوذه على تجارتك بقوة الأطقم العسكرية أو المساندة القبلية
أشكرك إيه الرب انك أبقيت لهذا الشعب المغلوب على أمره ميزة تجارية رابحة يتفاخروا بمكاسبها ظاهرياً في وضوح الشمس بكل عزة و شموخ ، عكس أوليك المسيطرين في مفاصل الدولة طيلة عقود من الزمن ، و أصبحوا جاثمين على صدورنا ، استنزفوا خيرات وطنا ، و صادروا حقوقنا و ممتلكاتنا و ثرواتنا ، حتى إنهما استغلوا مساحة الفضاء و منعوا حناجرنا من أكسجين نقي نمتع رائه أجسادنا ، و لم يكتفوا بهذا الحد بل أنهم قتلونا و صادروا أروحنا كشرط أساسي لتحقيق أرباح في تجارتهم البخس