في الوقت الذي تحتفي فيه القوى السياسية التقليدية في اليمنبأعياد الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر واكتوبر) المجيدتين وتحرك قنواتها الاعلامية في تغطية الحدث و يشحذ إعلاميها هممهم في تغطية المناسبة اما باستعادة الذكريات مع ابطال وصانعي الحدث او باستعراض ما تحقق من انجازات بفضلهما الذي يكثر فيه الحديث عن واحدية الثورة اليمنية والتسابق في تناول هذا اما بالاستعراض التاريخي لتأكيده كحقيقة تاريخية جغرافية وتكوين اجتماعي وثقافي وعقائدي للشعب اليمني او تناوله بأسلوب انشائي سطحي كمجرد واجب مطلوب انجازه و الاسواء منهما من يتناوله باعتباره حدث اني وعابر
وفي الوقت ذاته نجد ان خطاب المكايدات السياسية المحكومة برد الفعل السياسي الناتج عن تعاقب وتراكم احداث سياسية مأسوف لها وحروب اهلية قد دمرت نفسية اليمنيين واتعستهم وحصدت المزيد من التمزق في الهوية الوطنية ومحاولة طمس الذاكرة اليمنية وهو الامر الذي على اساسه تم تزييف الوعي الاجتماعي وتمزيق الهوية الوطنية على نحو ورؤية تخدم تطلعات واهداف اصحاب الخطاب السياسي في اطار مشاريع صغيرة تعيد تقسيم اليمن ليس الا
بيد ان التأكيد على واحدية الثورة ليس بحاجة الى مثل هكذا خطاب السياسي فاقد الروح والمعنى ولا يحتاج ايضا الى تللك الكرنفالات والاحتفالات المعهودة .. فقد ظل الشعب اليمني يحتفي ويتغنى بها منذ نجاح الثورتين وحتى يومنا هذا متجاوزا كافة الصراعات التناحرية بين قوى التوحد والقوى المضادة لها التي اضعفت الوحدة واوجدت ظرفا ووضعا استثنائيا ممزقا يدفع ثمنه المواطن على حساب امنه واستقراره وتردي مستواه المعيشي
في الحقيقة وفي مثل هذه المناسبة احب ان اشير الى اننا وخلال الثلاثين عاما المنصرمة قد اهملنا الشباب وحصل تزوير في وعيهم وتشتيت في معارفهم ولم يقدم لهم النموذج المثالي للمواطنة بسبب المكايدات والتناحرات السياسية وكذلك كنتيجة للصراعات والحروب الدامية خاصة بعد صيف 1994م دفع ثمنها ابناء الجنوب وابناء صعدة وتهامة بل وعانى الشعب باسره من الفقر وويلات الطغيان حدا بلغ به ان المواطن بات يشعر بها ان الوحدة اليمنية لم تأتي لصالحه بل اصبحت وبالا عليه
اننا نأمل اليوم بان تتقدم النخب السياسية بمعالجات سياسية وطنية باستراتيجية جدية لها من خلال برامج ثقافية حقيقية مبدعة وخلاقة وان تقلل من الخطاب والمناظرات السياسية وان تتقدم ببرامج ومشاريع عملية من اجل اعادة بناء الهوية اليمنية والثقة بتاريخ وحضارة اليمن وبمشاركة اجتماعية يتعزز من خلالها قيم الحب والولاء والانتماء للوطن واعادة بناء ما دمرته القوى المضادة في ذاكرة الشباب والمواطن اليمني منسجمة وملبية لأهداف الثورتين القائم على الحرية، والاستقلال، والعدالة، والكرامة الإنسانية و تحقيق اليمن الديمقراطي الموحد بدلاً من الهروب والحديث عن واحدية الثورة اليمنية والناس تفتقد اهدافها وتكتوي من غياب الامن والدولة