منذ ولادة المبادرة الخليجية التي جاءت كما يقال لحسم الأزمة اليمنية والمشهد السياسي يزداد صعوبة في اليمن إن لم يصل إلى مرحلة التعقيد ، ليس هذا كل شيء فالواقع يقول أن هناك قوى مختلفة والاختلاف سنة ، وكلما تفارقت الآراء توسعت دائرة المخرجات .
ولكن هناك تآمر من بائع القات الذي أصبح سياسياً لا يحسن ربط ربطة العنق أو ربما تدرّب يوماً على كتابة اسمه ، لكنه أصبح مفاوضاً ويجيد اختيار الطاولات الأمامية وسرعان ما ينظر الى ساعته ليتنهد ويخبر الجميع أن وقت الغداء حان موعده ، ناهيك عن موعد صرف المستحقات .
أما عن قَـبَليّ العقلية الذي كان والده يحسن مجالسة مسؤول ما ، فمن الطبيعي أن تتوسع له خانة تضمن له مستقبله ، فهو يقدم المقترحات ويتجاذب بقوة وكأنه عاش السنين خبرة بين العصور ، ولو بحثت لو جدته راعياً لا يحسن سوى تثمين المواشي .
وأما عن المهرج الذي كان سائقاً لسيارات أحد أعضاء المجلس ، فكان يحسن المبايعة وحلف الأيمان فوجد له منفذاً ليبايع على طاولة الوطن ، ووجد من يتيح له ذلك ، بحجة أن " الجميع شركاء البناء " ربما يقصد شركاء البيع . وأما عن المتلعثم الذي وجد ضالته في تزوير شهر ميلاده ، لقد حظي بمقعد إلى جانب (السفير) فأصبح ملازماً لصناع القرار ، وعلّي أتذكر اليوم الذي قال فيه وبكل ثقة بعلوم الجغرافيا أن اليمن لا تحدها حدود مع سلطنة عُمان . وأما عن المُسترزِقة في الليل والنهار كان كل فخرها بشهادة الثانوية العامة ، فهي تتربع كرسي سياسي وتتحدث عن الاقتصاد الدولي وكأن اليمن حصالة في بيتها أو صندوق تبرعات على أعتاب المساجد .
وعن ذلك الشيخ الذي تمشيخ برتبة ( شيخ ) في المجلس فهو لا يجيد سوى عد النقود للمؤلفة أسلحتهــم من بني قومه ، فأطلق لحيته وأصبح كالعاهرة التي تتحدث عن الشرف على طاولة الوطن ، وفي ذمته عشرات القتلى وهو يقول التوبة تجب ما قبلها .
وأما عن الأشعث الذي تعودت أن أراه أمام بوابة إحدى مؤسسات الدولة فقد اختفى فجأة لم أتصور أنه أصبح شريكاً قوياً على طاولة الطعام نفسها فقد كان متحدثاً رسمياً باسم إحدى القوى ، ولا أنكر . . . فقد كان يجيد فن التسوّل . أيها الساسة . . . ما هكذا تؤكل الكتـف ! أيها الشعب . . . لا يخدعنّكم هؤلاء !