كانت قضية الأمن بتعز أشبه بـ«فزورة» حيث استعصى حلها رغم اتفاق كل أبناء تعز ضد ظاهرة الانفلات الأمني وسهولة ضبطه.. كل يوم يزداد تفلتاً والقتل والتقطع والنهب يجري دون أن تحرك الجهات الأمنية ساكناً.
شباب الثورة والناس هنا يصرخون من العلاقة الحميمة وتدليل فرسان الانفلات في الجهات الأمنية وكأن هذه الأجهزة تحولت إلى فقاسة للخراب، كل هذا الغموض انتهى دفعة واحدة بالهجوم على مقر الإصلاح..
كان هجوماً «فيلقياً» من الطراز الأول لا تنقصه الهمجية والغباء أيضاً، كان بائساً كاشفاً لحقيقة ومعضلة الأمن في تعز لمن يريد أن يحلها..وبحسب شهود عيان من المجاورين فإن أكثر من 12 طقماً عسكرياً وخمس مصفحات الساعة الثالثة فجراً حاصرت المقر ووجهت المدافع وترجل الجنود الذين كانوا بالعشرات ويزيدون ليقتحموا مقر حزب مدني لطالما نادى بالأمن في المحافظة وأبدى استعداده مع قوى المجتمع للمساهمة لإنهاء هذه الظاهرة المتفاقمة التي أصبحت تهدد أمن الناس دون أن يعرف أحد مصدرها ..
لقد كان مصدرها الأجهزة الأمنية ذاتها ولطالما صرح الكثير بذلك ..
وكل الحكاية هناك قيادات في وحدات أمنية وعسكرية مازالوا يتصرفون بعيداً عن قادة اللجنة الأمنية الحالية مشدودة إلى الحب القديم للجنة الأمنية القديمة رفاق السلاح ومواجهة المدينة أيام الثورة؟ لجنة قاتلي المدينة وهؤلاء مازالوا يحملون حقداً ونفسية انتقامية ضد تعز ..
كان الهجوم مفاجأة حقيقية ، فالليلة ليلة عيد الثورة السبتمبرية عشية استعداد أبناء تعز للاحتفال كما جاء الهجوم بعد خطاب تاريخي للرئيس عبد ربه هادي بعيد الثورة الذي ظهر فيها منحازاً أكثر من أي وقت للثورة وشبابها ضد العائلة والخراب وهو الأمر الذي جعل «قناة اليمن اليوم»تصف الخطاب بالانقلابي و«الاخواني»، هنا كان بعض قادة الوحدات والضباط أصحاب الثارات القديمة في تعز أكثر حماساً من مذيعي قناة «اليمن اليوم» يرون الرئيس هادي منقلباً..
ويرى البعض أن الهدف كان أحداث مواجهة تخلط الأوراق وربما تجر اليمن كلها إلى المربع الأول لولا موقف الإصلاح الذي التزم ضبط النفس ولم يطلق حراسه طلقة واحدة وهو موقف يستحق التحية ...
وكانت المفاجأة الأكبر أن اللجنة الأمنية بالمحافظة التي يفترض أنها هي من تقود الأمن ولا تخرج شاردة ولا واردة إلا بإذنها وبعلمها لم تصدر الأوامر بل ولم تكن تعلم .. مدير الأمن بصراحته المعهودة صرخ لا أعلم وأغضب البعض ، وقائد المحور هو الآخر لم يصدر أمراً ولم يعلم به نائبا مدير الأمن مرعي والأشول ، نزلا صباحاً إلى المقر ليعربا عن أسفهما وزاد مرعي أن تحدث للجماهير الغاضبة في الشارع عن غموض هذه الغزوة المريبة ، إذاً الحملة تمت بأوامر جهة خفية هي التي مازالت تحرك الوحدات العسكرية والأمنية أو بعضها وهذه كارثة حقيقية على تعز واستقرار اليمن ،وهذا يفسر انحدار المحافظة نحو الانفلات وظاهرة التقطع والسلاح والقوارح اليومية بصورة مقصودة لا أحد يوقفها لأن حاميها حراميها ، كما يفسر كيف أن جهود المحافظ في إنهاء الانفلات لم تتقدم خطوة للأمام ، لقد عرف السبب فالأدوات الأمنية لا تتلقى الأوامر منه ولا من مدير الأمن ولا من قائد المحور، هذا ما كشفته حادثة الخميس التي أثارت أبناء تعز لأن فيها أسلوباً خسيساً من الانتقام من تعز والثورة..
والإصلاح يأتي في مقدمة المستهدفين عندما نتحدث عن الانتقام من تعز الثورة والغريب أن التدليس والتجاهل استمر ، فقد أخذت بعض المواقع الإعلامية تردد تصريحاً قالت: إنه من اللجنة الأمنية تورد وصفاً للحادثة أقرب إلى النكتة التي تكاد تقول خذوني ولم تكن اللجنة الأمنية هذه سوى الضابط الذي قاد الحملة بدون علم اللجنة الأمنية ليتحدث باسمها..
قمة الاستهبال والتمرد وهنا يجب أن نتوقف فالمسؤولية الآن تبقى واضحة تقول هؤلاء هم وراء كل الانفلات في عاصمة الثقافة ولن يستتب الأمر إلاَّ بحل جذري للطابور الخامس المعلوم المعروف وهي مسؤولية المحافظ ووزيري الداخلية والدفاع ، الجميع مستهدفون من هذه الحركة القرعاء المحافظ واللجنة الأمنية والاصلاح والأحزاب وشباب الثورة والحكومة ورئيس الجمهورية والاستقرار وقبلهم تعز الصابرة الثائرة ..
هذه الحركة الهمجية كشفت الأقنعة ووضعت الأمور والمشكلة الأمنية خصوصاً في تعز على بلاطة ..ومن ضيع الحزم في وقته ندم.