ويسألونك عن الإنفصال.

2013/09/30 الساعة 11:31 مساءً

لو أخذ الألمان في عام 1990م بمشورة(صالح)حينما أخبرهم بعد الوحدة بأيام بأن يأخذوا الخبرة منه ومن صاحبه (البيض) لتوحيد الألمانيتين فهل كان سيؤل مصيرهم الى ما صار عليه اليمن اليوم ؟؟ سؤال للقارئ الكريم..ربما الخِبرة هذه يفسرها أحد قادة الزمرة بقوله ان اتفاقية الوحدة كان وليدة جلسة قات بين (العليين)

اليوم كلٌ يمنُ على اليمن والشعب أنه وحّده ..الطغمة يقولون نحن الوحدويون سلمنا قادة الشمال شعب وأرض وثروة الجنوب بل والتنازل على منصب الرئاسة ، وقادة الشمال يقولون نحن من كنا عامل إنقاذ للجنوب ولو تأخرت الوحدة دقيقة واحدة لشهد الجنوب أكبر نزوح بشري في العالم المعاصر بسبب ما اصاب الجنوبيين من حالة انهيار تام إثر سقوط المنظومة الاشتراكية والتي كانت الملجأ الذي تطعم منه الدول الإشتراكية أضف إلى ذلك الأزمات السياسية المتلاحقة التي عصفت بالجنوب...

يتنازع الفريقان النوايا الحسنة في إقامة الوحدة وان واحدا منهما هو الوحدوي الأوحد.. فلماذا اليوم لا يحرصان على هذا التنازع وهذه النوايا الحسنة على ديمومة الوحدة وغض الطرف عن الانفصال وإسهام الشرفاء من هذين الفصيلين على ملاحقة المتسببين في تعكير المزاج الوحدوي وتشويه الوحدة والداعين إلى التشرذم والإنفصال .، بل لماذا لاتتحد جهود الشعب المنكوب في جميع المحافظات الشمالية والجنوبية وتختار لها قيادة حكيمة تتسم إلى جانب ذلك بالقوة والأمانة تعمل على تجديد الثورة وفق مقتضيات الحال والتصعيد لمحاكمة كل من ثبت أنه ساهم في تشويه الوحدة واستغلها لتحقيق مآربه بدلا من جلد الوحدة نفسها ومعاقبة الشعب وتمزيق الجغرافيا وطمس التاريخ

يريدون اليوم الانفصال تحت أي مسمى وبأية وسيلة بدعوى الظلم والتهميش والإقصاء وكل دعاواهم صادقة ولا يلامون عليها ، لكن هل الإنفصال هو المنطق والحل ؟؟ ماذنب الوطن والمواطن أم ان السيئة تعم والحسنة تخص وعلى أبناء المحافظات الشمالية أن يربطوا الأحزمة ويحملوا الأمتعة فطائرة الإنفصال تستعد للإقلاع وقد قُضي الأمر وقال الجنوبيون كلمتهم (لنا أرضنا ولكم أرضكم) والجنوبي مشهور عنه لا يرجع عن كلمته رغما عن أنف جمال بن عمر..

أحبتنا الداعون للإنفصال بكل طوائفكم لا يغركم ثروات المسيلة وبلحاف ولا الحرة عدن ولا الراعون الحصريون والداعمون الرسميون للإنفصال ولا يأخذكم الغضب مأخذه على من أقصاكم وهمشكم فتلجأ ون للانفصال فإن قدرتم عليه فهل أنتم قادرون على التوحد فيما بينكم ؟ أتمنى لكم ذلك ، لكن الشواهد التاريخية أثبتت أنكم في إطار الحزب الواحد كلُ فصيلٍ بل كل جناحٍ بل كل فردٍ بما لديهم فرِحون متنازعون متناحرون ،اليوم انتم في الشارع تتنازعون المسيرات بل وكلٌ له جَمْعهُ الخاص به بل والمُضحك أن كلٌ يريد أن يسبق رفيقة إلى منصة الحديث والتنازع على (ميكرفون الإنفصال) ، فكيف

بكم حين تمنحون الأرض والشعب والثروة والحكم ، ومع ذلك أتمنى لكم طيب الإنفصال.

ليذهب إخواننا (الإنفصاليون) إلى حال انفصالهم فلن تكسف شمسٌ ولن يغور ماء ولن تقوم الساعة وليضربوا أسواراً شاهقة مكهربة بين الشطرين بدلا عن البراميل الصدئة وليقطعوا كل أواصر الأخوة والنسب وليُسمِعون عنهم كل خير ويرون شطارتهم.. فأي مبادئ سيحملون وأي فكر سينتهجون وأي غاية سيسعون اليها وباي وسيلة سيحققون كل ذلك ؟هذا شأنهم.. لكننا لن نُفرط في اليأس ولن نغمر انفسنا بالأمل ومع ذلك سيضل اليمنيون في المحافظات الشمالية فاتحين قلوبهم واذرعتهم لإخوانهم من المحافظات الجنوبية إذا ما انقض شركاء الانفصال على بعضهم ..وليدرك هؤلاء الشركاء قول الله ( أفَمنْ أسّسَ بُنيانهُ على تقوى مِنَ اللهِ أمَّن أسّسَ بُنيانهُ على شَفا جُرُفٍ هارٍ فانهارَ بِه...الآية)

[email protected]