فيدرالية.. فيدرالية، بكل ماتتطلبه من كلفة مالية باهظة لا يقوى على تحملها بلد فقير كاليمن، وبكل ماتنطوي عليه من مخاطر جدية كالاحترابات والفوضى، والتقسيم والتشظي... لاتعني سوى الاستعداد، الارعن، للمغامرة والمقامرة بالبلاد، والتضحية بها، من اجل حماية حفنة من اللصوص، الذين عاثوا، وسيظلون يعيثون فسادا وخراب.
يبدو الامر كالاستعداد للتضحية بالبقرة من اجل الحفاظ على القريد (=جمع قراد) الذين يمصون دمها. وكأن لسان حال البعض يقول: الموت للبقرة.. الحياة للقريد. الموت للبلاد، البقاء للفاسدين..
والمصيبة ان هذه الكائنات العجيبة (القريد) ليس لها اي قيمة في ذاتها. انها فقط تمص دم البقرة وتموت بموتها، مع الفارق. فلا يمكنك ان تجد احدا من هولاء كشاعر او موسيقي او رسام او مبدع من اي نوع، وفي اي مجال مفيد للبشرية، كي يتم التضحية بالبلاد من اجله او من اجلهم، على نحو يمكن تبريره، او تفهمه، كيفما كان.
والادهى ان هولاء يتعللون بعدم تنفيذ النقاط المقترحة لحل القضية الجنوبية، كمثال بالقول ان تنفيذها يتطلب اموالا لا تملكها الدولة، فيما يقترحون حلولا تتطلب اموالا طائلة توازي ميزانية الدولة، مضروبة بعدد الاقاليم المقترحة، فضلا عن كافة المخاطر والمحاذير الاخرى التي تنطوي عليها هذه الحلول.