العميد الركن علي عمر بن فريجان، نائب مدير الكلية الحربية- رحمه الله- استهدف اليوم بمحاولة اغتيال طالته وهو وسط قومه وعشيرته في حضرموت، في واقعة من وقائع الاغتيالات التي حصدت رؤوس كثير من القادة العسكريين والأمنيين وتحديدا من أبناء محافظات الجنوب والشرق اليمني.
هذه الاغتيالات، تحدثتُ عنها عبر الكثير من المنابر الإعلامية المقروءة والمرئية محلية وإقليمية، وقلت عنها في مقابلة تلفزيونية على قناة اليمن: إنها تتم بطريقة انتقائية لتطال أفضل الرموز كفاءة، ونوعية، وموقفا، وإنها تخفي وراءها جهة أو جهات تخطط وتمول وتنفذ، وأن التنفيذ إما بأيدٍ يمنية أو عربية، بل قد يكون وراءها منظمات سرية خارجية مأجورة على غرار منظمة أبي نضال الفلسطينية التي كانت تتجاوز الحدود لتبلغ أهدافها التي يُطلب التخلص منها.
وها هي عمليات الاغتيالات ما تزال تجري على ذات الوتيرة التي ظهرت بها منذ اندلاع ثورة فبراير عام 2011م، والتي دشنت باغتيال المقدم خالد عبدالولي حسان، الذي كان من أبرز الضباط الذين نزلوا إلى ميادين التظاهر الثورية، ودفع ثمن موقفه هذا حياته ثمنا لذلك، ثم تتواثب هذه الاغتيالات متبعة ذات الطرق الناجعة لنجاح الجريمة التي أشكلت على الأجهزة الأمنية وحالت دون وصولها إلى الحقيقة.
العميد بن فريجان، كان من أنقى الضباط في الكلية الحربية والجيش اليمني، خلقا ونبلا، وقد عرف بمواقفه الوطنية والوحدوية، وبنزاهته وكفاءته العلمية والإدارية، ما جعل قيادة وزارة الدفاع تدفع به مؤخرا لمنصب نائب مدير الكلية الحربية بعدما كان رئيسا لقسم التسليح فيها.
جاء العميد بن فريجان مع من جاءوا من الجنوب عام 1990م، في الأيام الأولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وظل على موقفه الراسخ من مبدأ التحام اليمن أرضا وإنسانا، وديمومة ذلك الالتحام، مهما كانت الظروف، رغم معاصرته للاضطرابات السياسية التي حدثت خلال العقدين المنصرمين من عمر الوحدة اليمنية، حيث كان يعلن ذلك الموقف بقوة وسط أقرانه ممن يتفقون أو يختلفون معه في ذلك، غير أن غربان الشؤم تحاول إفساد كل خطوة تقريب إيجابية بين أبناء الوطن، حين تجعل من هذه الأعمال القذرة مصدر شحناء ومدعاة فرقة وتمزق وإساءة ظنون بين اليمنيين بعضهم البعض.
رحم الله شهداء الوطن والوحدة والثورة، ولا نامت أعين الحشاشين الجدد.