صور عديدة ولوحات عظيمة تختزنها ذاكرتي وذاكرة كل مواطن عاصر وشهد نجاح ثورة الرابع عشر من اكتوبر او ولد وترعرع في كنفها وشهد نجاحاتها المتلاحقة التي كبر بها الوطن والانسان معا: مدارس ومناهج تعليمية وتربوية تبني الانسان, معاهد وجامعات حقيقية مخرجاتها تسهم في بناء الوطن , مصانع عديدة للإسمنت وللأغذية وللملابس وللعطور وللسجاد وللكهربائيات وغيرها , سينما ودور ثقافية وانشطة مسرحية ومتاحف, امن غذائي وامن يخدم المواطن والوطن وعدالة اجتماعية وقضاء عادل وسجون لإعادة تأهيل نزلائها.
وبسبب تعدد الفعاليات وتنوعها الملبية لمختلف الفئات و الشرائح الاجتماعية انشغل الجميع باهتماماتهم التي اسهمت في صقل شخصياتهم واصبح الفتى من يقول "ها انا ذا " وليس من يقول "كان ابي " او "انا ابن الأكرمين " ذلك الحال الذي شهده زمن الجاهلية بل لم يبخس المواطن حقه او تهدر حقوقه او تمس كرامته.
ولهذا فان ثورة الرابع عشر من اكتوبر تكتسب بريقا وتوهجا لا ينضبان بسبب انه كان وما زال هدفها الاول هو بناء الانسان على نحو اكمل, في تعليمه ونشأته وفي شغل اوقات الفراغ لديه ومن اجل ان يعيش الانسان والوطن في عزة ورفعة وكرامة وامن وامان نلمسه ونشعر به داخل الوطن وخارجه ولعل الصورة خارج الوطن تعمق الاحساس بعظمة هذه الثورة ومدى ما تقدمه لنا خاصة عندما ننتقل الى خارج الوطن سواء كنا طلاب او في دورات مهنية او زوار او حيث يعتز المرء كثيرا بانه ينتمي الى هذا البلد التي اصبح العالم يشير بالبنان الى مواطنيها بتقدير وإعجاب عاليين ويتعاملون معهم بمنتهى الاحترام اينما يذهبون وحيثما يحلون.
لقد انتصرت الثورة للإنسان والاسرة والمجتمع بصورة عامة وللمرأة بصورة خاصة ومنحتهم حياة كريمة وحقوق مواطنة متساوية واصبحت المرأة شريكا فاعلا ورئيسا في التحولات التي تشهدها البلاد وفي كافة المجالات فقد كان بناء الانسان وتعزيز ثقته بنفسه وقدراته هي احد اكبر ملامح ثورة 14 اكتوبر وهو الامر الذي جعله يستوعب ويتصدى بصبر وتحد وشموخ لكافة مظاهر الاقصاء والتهميش والتعسف والافقار الممنهج وهو الامر الذي يجعله مستعدا لإعادة بناء ما خربه اعداء الثورة خلال العقدين الماضيين.
وبدون ادنى شك, ان مثل هكذا ثورة احدثت انقلابا وتغييرا عظيما في حياة انسانها ونقلة نوعية في بناء وطنها مجسدة المعنى الحقيقي للثورة وهو التغيير والتقدم نحو الافضل والى الامام .. هذه الثورة الجبارة التي ما تزال منجزاتها تحتل مساحة عظيمة في عقل وضمير وذاكرة شعبها لن يعجز ابناؤها عن استعادة اهدافها المغيبة وبريقها المسلوب رغم الظروف واللحظات الفارقة لمخاض قادم معقد وصعب نعيش احداثه اليوم