السلال أنهى العبودية .. فهل ينهي هادي الطبقية؟

2013/10/27 الساعة 11:22 صباحاً

رحم الله الرئيس عبدالله السلال كان اول حاكم مسلم في العالم اصدر قرارا جمهوريا بتحرير العبيد وانهاء العبودية للأبد .. لقد اختصر الزمن وفهم مهمة الحاكم وفقا لفقه تحرير العبيد الذي شرعه الاسلام الذي انهى العبودية بالتدرج لتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة .

ليت ان قرار الرئيس السلال كان قد اشتمل على انهاء الطبقية في المجتمع اليمني التي كرست في عهد الإمامة .. لو فعلها السلال لأنهى الطبقية العنصرية كما انهى العبودية.

الإمامة في اليمن لكي يستمر حكمها السلالي العنصري اقرت تقسيم المجتمع الى سادة ورعية وفقهاء وقضاة واخدام ومزاينة وجزارين وحدادين ونجارين ومدارين وبياعين ومشايخ وصوفيين ورعاة وفلاحين.

وعلى مر السنين ارتضى الناس الذل وتشكلت تحالفات اقطاعية جمعت بين بعض الطبقات على اسس نفعية بحتة لاستغلال الآخرين .. فمثلا القضاة والفقهاء شكلوا تحالفهم والمشايخ والصوفة شكلوا تكتلهم .. وكلا التكتلان عمل على خدمة السادة الأشراف الهاشميين تنازل مجتمعي بمقابل الاعتراف بكيانهم الارفع عن غيرهم.

لم يتغير شيء في عهد اليمن الجمهوري المنشغل بالحرب مع الملكيين الى ان جاء العسكر بعد حكم الرئيس الارياني المدني واخرجوا البلد عن سياق التطور السياسي وجعلوا انفسهم طبقة جديدة لها حق الحكم والاقتصاد والسيادة .

الانتفاضة اليمنية 2011م مع ان جميع فئات الشعب شاركت فيها الا انه لم يتغير من الامر شيء فانتهت بتسوية وتغيير جزئي كمثل كل الانتفاضات في العالم.

الغريب ان تيار العبودية الجديد المسمى بالحوثية لم يكتفي بما فعله اسلافه من تقسيم المجتمع الى طبقات بل اضاف طبقتين اجتماعيتين لكل ما سبق وهما طبقة “القناديل” كناية عن بني هاشم وطبقة “الزنابيل” من اتباع السيد درجة ثانية.

اليمن اليوم بحاجة إلى قرار جمهوري مماثل لقرار السلال لإنهاء الطبقية واعلان المساواة المطلقة بين المواطنين فهل يفعلها الرئيس هادي؟ النصوص الدستورية واضحة في المساواة والمواطنة لكن شعور الناس والطبقات المتوارثة ألقابها وحرفها اجتماعيا مازالت لم تخرج عن طبقيتها للآن .. اقل شيء القرار الجمهوري سيكون وثيقة بيد الجميع للاستناد اليه مدنيا واجتماعيا.

الجمهورية