احدث يوم أمس في حاضرة حضرموت مدينة المكلا مؤشر خطير على مستقبل العمل السلمي ونسيج الصف الأجتماعي الحضرمي والجنوبي عامة ، فمن غير المعقول أن يرافق كل فعالية عصيان مدني داعمة للموقف السياسي للقضية الجنوبية سرعانا ماتتحول إلى مادة دعائية مضادة للفعل الأخلاقي والوطني لقضية باتت تحتل مكانة متقدما في أروقة الدول العظمي .. لماذا يصر الخطاب الإعلامي والسياسي لقوى معينة داخل مكونات الحراك السلمي الجنوبي على إعادة تكرار الهفوات التي يقع فيها ويتمادى في تكرارها فمثلا ترتفع اصوات عقلانية من الداخل وتتحدث بصوت واحد قائلة على قوى الحراك السلمي ان تمنع انصارها من قطع الطرقات واشعال الحرائق في الخطوط الرئيسية داخل المدن وتعلن موقفها عبر بيان يحدد موقفها من النتائج المترتبة مسبقا من هذه التصرفات التي اضحت اليوم منحى أكثر خطورة قاد وسيقود إلى مزيد من إراقة الدم بفعل تعنت عدد من الشباب وتمترسهم بمنع مرور الناس مما يستدعي الاستعانة بالامن لكي يفتح الطريق الأمر الذي يحول هذا الموقف المتصلب أن يتطور إلى أستخدام السلاح ؟؟ فأنا لا أستطيع أن أتحدث عن نجاح فعلي لأي حركة مدنية راقية وتدشن نشاطها المدني بروائح الدماء وجثث النسوة وهي بالتاكيد حصيلة متوقعة عندما يحضر الباروت والسلاح المتنوع وناقلات الجند داخل الشوراع وفي مدن تزدخم بالسكان فلا يسمع الا اصوت البندقية وبشكل عشوائي وملاحقات داخل ازقة ضيقة !! في وضع كهذا لا يمكن توزع النسوة في حافة باسويد ولا في حي السلام بمدينة المكلا الورود على الجنود المدججين بكافة وسائل العتاد الحربي وسط هذا الأحتقان المهول بين أجهزة الأمن والغطاء الشعبي في عموم مدن حضرموت ؟؟ أمام قوى القضية الجنوبية بفضيليها (مجلس الثورة الجنوبية السلمية و الحراك السلمي الجنوبي ) خيارين لا ثالث لهما أم أن يعلنوا للرأي العام الجنوبي عند تبنيهم لفعالية مدنية ماهي الخطوات الأجرائية لتنفيذ هذا العصيان وما ينبغي القيام به مع تحديد موقفهما أيضا عن مايجري بأسم الحراك من قطع للطرقات هل يشجعون انصارهم على القيام بهذا الفعل أم لا ؟ على الأقل لإزالة اللبس حول مايحاول البعض تسويقه عن مستقب الجنوب بهذه السلوكيات و لكي يعرف الناس أن الحراك بري من هذه الافعال التي لا تمت صلة للعملية النضالية السلمية . وهو مايكشف أن هناك قوى أخرى تحاول تشويه تضحيات أبناء الجنوب بسبب صمت مكونات الحراك على مايجري ؟ وفي أستمرارسكوتها في ظل تصاعد الفوضى والانفلات الأمني من المؤكد ان توجه لهم شكوك في تشجيعهم لترفات مجنونة سيرفضها الناس وثمارها هو بداية السقوط الاخلاقي لقضية لم تعد وكالة حصريا بأسم شخصين بل باتت محمولة على أكتاف الملايين من أبناء الجنوب قلنا وسانقول دائما أن مشاريع التطرف نرفضها جملة وتفصيلا والإصرار على أرغام الناس ان يكونون نسخة واحدة وقفنا ضدها ودفعنا ثمنها عبر المحاكم خلال فترة حكم العائلة!! سنظل دائما اوفيا لقضية شعبنا الجنوبي والخروج عن اردته باطن التراب لنا خير من أعاليها. وليس بمقدرونا الاصطفاف في جبهات ان لم تكن معي فأنت ضدي !. أن رؤيتي ضد خلق ثارات جديدة بروح عدائية مع كل التيارات الموجودة في الساحة ونكررمرارا وتكرارا مناهضتنا للعنف بكل أشكاله هذا مبدى لن احيد عنه، لأنا مستقبلنا القادم سيكون محفوف بالخطر وغياب الاستقرار وستحل الفوضى والتشظي المجتمعي ولن تكون هناك تنمية او نهضة في مناخات العنف . ثمة أصوات في كلا الطرفين تدفع بالأمور نحو منزلق خطير وهي تعي ذلك؟ وللأسف بعض المتنوريين المحيطين بهم يلعبون دورا كبيرا في تغذية وتحشيد اطفال انابيب السياسة في الجبهتين المتصارعتين مقابل مصالح يتحصلون عليها تحت دواعي اثبات حرص مفتعل على خيارات وتوجهات أكبر من قدراتهم وإمكانياتهم في الإطار العام الإقليمي والدولي..؟!. فعندما تشتعل الحرائق لن تبق في مسارها. فإن كان لحضرموت الوادي والساحل نخب سياسية محترمة بكافة تياراتها عليها واجب انساني ان تتدخل سريعا وتفرض مشروع مبادئ تشارك فيه شرائح حضرموت في الداخل والخارج للحفاض على أمن الناس حيث أضحت الأوضاع الأمنية تنحو منحى خطير جدا وباتت فرق القتل تنوع في جرائمها فلم تعد قائم الضباط والعسكريين والأمنيين محل أهداف لهم بل صارت اليوم عائلات شهيرة تمتهن العمل التجاري وأسماء معروفة محل قنص لمشاريع الموت واجبنا في الظرف نرفع الصوت ونوجه نداء إستغاثة لوجهاء حضرموت التحرك فورا لتبني عمل فعلي على الأرض عبر صياغة ميثاق مبادئ توقع عليه كل الأطراف وتلتزم به في مواجهة تصاعد الأنفلات الأمني ومن يخرج عنه الناس قف ضده وتحمله المسئولية..وكفى.