نحن نعيش الامتحان الحقيقي والصعب ودماج تضع أخلاقنا وإنسانيتنا على المحك لأنها هي الخاصرة التي يريد أعداء اليمن الجديد العبور منها إلى قلب الثورة ليقلبوا عاليها سافلها.. الكتابة عن دماج تشبه مضغ اللحم الميت المضرج بالدماء ، لأنه وجعٌ متجدد في ظل حكومة تتعالى على الشعب بصمتٍ مريب يسمح لنفسه بأن يشك للحظات أنها ضالعة في مؤامرة ما ولو بشكل غير مباشر .. وكالة سبأ تتحدث عن وقف لإطلاق النار فيما سجلات الضحايا تستقبل جثامين جديدة ونزيف الدم المتدفق من أجساد الأطفال والنساء والأبرياء تكشف عن حجم مؤامرة تعيشها بلادنا تسعى إلى جرّها إلى غياهب فتنة عمياء دهماء برعاية متعددة الأطراف محبوكة منذ أشهر هدفها خلط الأوراق وحرف مسار العملية السياسية .. عجزٌ مخيف يشعرك أن بينك وبين صعدة آلاف الكيلومترات وكأنك تتحدث عن جزيرة في كوكب بعيد يحتاج إلى سنوات ضوئية للوصل إليه ، يدفعك لهذا الشعور الرديء تأخر إنقاذ الضحايا وإيقاف حمم الموت الملقاة كل حين على العُزل المستضعفين يقابل ذلك جبروت وصلف وطغيان قبيح مسنود بقوة ضخمة وترسانة عالية ومعزز بصمت ورضى وتخطيط ربما جهات دولية ومحلية تجعل الحوثي مصاص دماء بقذارة ممزوجة بنشوة منحته إياها 35 مقعدا في الحوار واعتراف به مع أنه لا يملك أي صفة قانونية سوى مليشيات مسلحة مرتهنة للغير يمكنها التعاون مع الشيطان من أجل مشروع مسخ عفى عليه الزمن الحرب في دماج ليست بريئة والتوقيت ليس عفوي والذي يروج لتبريرات الحوثيين في استهدافهم لدماج فهو قاصر النظر وربما شريك في الخطة والهدف ، هناك أيادي ماهرة تدير أنشطة الجماعة وتحرك أذرعها كعرائس مسرحية تؤدي دور مناط بها ليس إلا ، من يفكر لجناح الحوثي المسلح باقتحام دماج هو من يدير خطابه الإعلامي ويرعى تسيير مسيراته وأيضا ينظم لنداوت عن "خطر الطائفية" في فنادق ضخمة، أنشطة متعددة متلونة تؤكد وتكشف حقيقة وإمكانيات وذهنية من يدير الحوثي ومن يتحكم فيه وأي غاية يريد!! والخلاصة تقول : غزوة دماج يجب أن تكون نقطة تحول في حكاية صعدة بشكل عام ولحظة صدق في إعادة النظر في الوضع القانوني لمليشيات الحوثي على وجه الخصوص ، والتحدي الحقيقي أمام اللجنة الرئاسية أن تعالج أوضاع صعدة وتعيدها بحزم وعزم لا يلين إلى حضن اليمن مالم فأنها تضع تحت أقدام الحوثي مجموعة كبيرة من الجثامين ليعبروا عليها إلى جثث أخرى ، والتحدي الأهم أن تصمت مدافع الحوثي وأنصاره إلى الأبد لأن خطورة ما يسعون إليه لا تتوقف عند دماج ولا مؤتمر الحوار .. الخلاصة تؤكد أيضاً أن الحوثيون ليسوا وحدهم من يدير الحرب في دماج ، هناك جهات فائقة الخبرة عالية المستوى من تفكّر لهم .. هناك غرفة عمليات تدير الفوضى باقتدار