السيد نعمان الحذيفي كرمزية للشريحة التي جاء منها و يمثل صوت قضايا انسانها اليمني في مؤتمر الحوار .. فئة المهمشين .. الاخدام .. السود .. سمهم ما شئت من اسماء الدونية و الاستعلاء يبقون هم الاعلون شأنا .. شاء مشائخ القوم او رفض و أبا و اعترض رجال الدين و السياسة .. يبقى السيد نعمان مثالا للطهارة و النظافة و السمو و النقاء .. نموذجا للشرف و العطاء .. للقهر و الصبر و اضواء الفجر .. اذ يبقى ملطام الحذيفي في مؤتمر الحوار مدويا في الضمير الوطني .. تتداعى اصداؤه لتهز زخارف الموفمبيك كاشفة صدى الجرح العميق داخل نسيج المجتمع قيميا و اخلاقيا .. نخبة الناس الهاي هاي و طبقة الرعية الكادحين تحت ادنى مستوى خط الفقر .
لان يد نعمان الحذيفي نظيفة من نهب المال العام .. شريفة من اللصوصية و الاجرام .. ناصعة من التآمر على السيادة و تجارة بيع الاوطان .. خالية من الكسب الحرام .. لم تضغط على زناد بندقية لتقتل انسان .. لم تلبس حزاما ناسفا لتزهق ارواح الجنود و تسفك دماء الابرياء .. لم ترمي قنبلة في سوق او تفجر عبوة ناسفة بمكان عام .. يد شفافة لم تطبع بصمات اصابعها على مقود سيارة مفخخة و لا تورطت في سطو على بنك او لمست مقودا لدراجات الاغتيال النارية .. لم تتقطع في الطريق للمسافرين او تدمر انابيب النفط و ابراج الكهرباء .. يد بيضاء لم تتلوث بتحويش اراضي الاوقاف او تسوير املاك الدولة .. يد لا علاقة لها بالارهاب و القاعدة او شفط آبار النفط و القرصنة و تهريب الديزل .. لم تتملك قطعة ارض في الجنوب و مزرعة في الشمال من حقوق و خزينة الشعب .. لم توقع على اتفاقية خليج او معاهدة حدود .. لم تكتب توجيها بإرساء مناقصة للتاجر فلان و تمنح مشروعا للمقاول علان .. يد خضراء لا تقبض الاموال المدنسة و لا تحمل الى الوطن شحنات الاسلحة و المخدرات و العملات المزيفة .
هكذا يد .. الملطام منها شرف و فخر و وسام على الصدر .. لانها يد نعمان الحذيفي كرمزية لتلك الايدي التي نصادفها كل يوم على مدار اللحظة .. يد تشحت كسرة خبز لاطعام اطفالها .. يد تكنس مخلفاتنا لتمنحنا الاوكسيجين النقي و المنظر البهي .. يد تختبئ خلف طرابيل عشش المحوى و لا تمتد الى بيوت الناس من الاغنياء و الفقراء لتلطش او تبطش .. يد تنام وهي غير مخضبة بالدم او منقوشة بخظاب الفتن .. يد تتعفف ان تمسك خنجر مسموم و تطعن ظهر الوطن .. تأبى ان تصوب رصاصة في قلب مواطن .. يد تعمل و تكدح اذا ما وجدت العمل .. تبدع و تصدح حين تسنح لها الفرصة للرقص و الفرح .. يد لا تسبح بحمد أنامل الزيف و الخداع .. تدواي جراحات انكسارها بعيدا عن ضحيج الذوات .. ترضى الظلم كي لا تصبح يدا فاجرة و عاهرة كأيدي كبار رجالات الحكم .
لانها يد نعمان الحذيفي .. الخادم المثقف .. الشحات الانيق .. عامل النظافة الشريف .. العبد الاسمر .. الانسان الانسان .. الجندي الصبور .. الثائر الغيور .. من يجمع علب المشروبات الفارغة و القوارير البلاستيكية من شوارع المدن و أزقة الحواري .. من ينقذنا حين ترتد المجاري الى بيوتنا فتطفح الى غرف النوم .. و حين تتبلد المشاعر في ارواحنا .. يشرفني ان يطبع اصابع كفه على وجهي .. لان صفعة من نعمان تساوي في مقاييس الشرف ألف قبلة من هادي لو كان الحواريون يعون و يعلمون !!