لم يكن مستبعدا أن يَمثُل الرئيس الدكتور مرسي للمحاكمة بل وليس مستغربا أن يُحكم عليه بالمؤبد أو الإعدام لأننا نعيش في زمن التداعي والتكالب علينا من قبل اعدائنا ولأننا نعيش أيضا بين الغثائية والغوغائية والتي بينها المعصوم محمد رسول الله في حديثه (( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم ..)..
إن الغثائية التي نعيشها متعددة فهي غثائية في الفكر والسلوك والمنهج وهي التي جعلت من التافهين ناطقين باسم العامة ومتحدثين باسمائهم بل وحريصين على أمورهم والآن أصبحوا قادة يقودون الانقلابات ويقمعون الحريات ويحاكمون الهامات ويتطاولون على القامات وليس أدل على ذلك إلا السيسي قائد الخيانة وأركان حرب العمالة..
الرعاع والغوغائية والرويبضة اليوم يحاكِمون الإرادة الشعبية والحرية والكرامة بل انهم يحاكمون الضمير المصري والعربي والإسلامي والإنساني والذي تجسد في شخصية الدكتور مرسي أول رئيس مدني منتخب على الطريقة الغربية والشرقية ذات الماركة المسجلة في الأمم المتحدة وأمام مرأى ومسمع من العالم كله ..
من الطبيعي أن يَحلُو للقرود والذئاب والضباع وهي من القَمّْامَات وكانسات الجيف ان ترقص طربا وأن تعوي وتأكل أذيالها فرحا لأن سيدها وملكها وقاهرها خلف القضبان ومع ذلك هناك فرق فالأسد يضل ذا هيبة ومكانة وقوة وشموخ داخل القفص وخارجه بينما تلك المُتحلقة(آكلات الجيف) حول القفص القابعة فوق طاولة المحاكمة وعلى منصة الرئاسة المصرية وفي لجنة [دباغة الدستور] وخلف وسائل الاعلام الرسمية يكسوها الذل والتوجس وهاجس الاسد وقوته يلازمها ليل نهار وهو في القفص أو خارجه وخصوصا وان اشباله تطوف المحروسة وزئيرها يكاد يفتك بما تبقى فيها من حياة فكيف لو دخلت تلكم الضباع القفص لكانت في قمة الذل والهون.
اليوم امريكا تقدم الدليل لعلّ المرجفين في المنطقة وممن مردوا على النفاق وكذلك المنبطحين عند اقدامها يدركون أن مرسي والإخوان كانوا عُصاةً لها ولم ينالوا شرف العمالة لها ولا الخيانة لأمتهم فكان مصيرهم إما إلى القبور أو السجون وأما من نال شرف العمالة لها والخيانة لشعبه فهاهم يعيدون المجد للقومية العربية ويرسون تقاليد جديدة للديمقراطية لكن عبر الدبابة ويستبدلون تيجان القومية هذه بالبيادات العسكرية بل والمضحك أن نفرا من أولئك الحاملين للواء القومية وزعماءً من الأعراب ممن يسكنون خارج إطار الخارطة وعند هوامش الواقع الجاثمين على عيون النفط وآباره والمتطاولين في البنيان والناقمين على الحرية والإنسان ممن دعموا الانقلاب السيسي بكل أصناف الدعم يشيدون بان الديمقراطية والحرية والعدالة وصلت إلى أوجها حين مثل الدكتور مرسي أمام محكمة العسكر ورأوا في اشادتهم تلك وشماتتهم قربانا يتقربون به لأمريكا لضمان ديمومة عمالتهم لها ورضاها عليهم ، وفي غمرة نشوة هؤلاء الشامتين بعد تناولهم نخب ذلهم تناسوا أن تلك الحفرة التي حفروها لمرسي والأخوان ومن قبلهم صدام - رغم الفرق بين الأول والأخير- ستضل محفورة بل وستتسع باتساع عمالتهم وستظل شاغرة لهم.. وإن غدا لناظره قريب..