مما يُستغرب له حقيقة ان تصبح مسألة حضرموت قضية لحزب الاصلاح اليمني في ظل الثابت عن هذا الحزب ريادته في التكفير لأي دعاوى انفصالية فضلاً عن تصنيفه لقضية شعب الجنوب ضمن هذه الدعاوى الإنفصالية التي تزعمها مرجعياته وتصريحات قياداته محلياً ومركزياً .
عدا ان التناقض الصارخ في مواقف هذا الحزب محلياً تسترعي الروية في محاولة التفسير لاسيما في تبنيه قضية لحضرموت تارة ومشروع الاقليم الشرقي تارة أخرى من جهة وبين تضارب الأولى خاصة مع ايدلوجياته المركزية من جهة أخرى .
فكيف لحزب الاصلاح ان يكون حاملاً للواء حضرموت تارة ؟! والاقليم الشرقي تارة أخرى ؟! أوليست تلك بخاصة لواء حضرموت من الدعاوى الانفصالية بحسب مرجعياته وإيدلوجياته ؟!
ومما ليس ببعيد عن الذاكرة فيما كان لقيادات الاصلاح من باع كانت تبدي خلاله شيئاً من المواقف والتصريحات جنباً إلى جنب مع دعاة القضية الجنوبية بدا لافتاً إنتصابها لاحقاً بشكل مُعلن في تبني المهام رسمياً للمجابهة للقضية الجنوبية منذ سقوط نظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح .
ونفس عقلية النظام اليمني للمخلوع وكان إلى جانبه ينتصب حزب الاصلاح اليمني وقياداته وهي تحاول سافرة إستثارة هذه المشاعر كخطوة تكتيكية لمجابهة القضية التحررية للجنوب في محاولة الطعن والشق في خاصرة الجنوب من حضرموت .
واليوم يُجمع المراقبون أنها نفس المحاولة اليائسة لتشتيت اجماع الجنوبيين في حضرموت وليس لحضرموت فيها شئ وكما افضت جهودها السلف حينما كانت تتناغم مع نظام صالح بتشكيل ما عُرف بـ " المجلس الأهلي بحضرموت " ثم " العصبة الحضرمية " وغيرها من التشكيلات والعمل من خلالها على إستثارة المشاعر ضد الجنوب من قبل قيادات اليمننة الاصلاحية في محاولة إفتراض مشكلة حضرموت مع باقي المحافظات الجنوبية وكأنها تتستر على مشكلة الجنوب قاطبة مع الاحتلال اليمني .