الحق أقول لكم إن القوى والتيارات الإمامية تتجمع وتتكتل تحت عباءة الحركة الحوثية والمظلة الإيرانية ، وفي المقابل فان القوى والتيارات الوطنية والجمهورية منقسمة ومفككة بل ومتناحرة ، وهذا هو ما يدفع بالإماميين الى تعزيز تواجدهم وتوسيع نفوذهم . وإن المؤامرة كبيرة وأكبر مما عرفنا ونعرف ، وأطراف المؤامرة أكثر مما عددنا وأهدافها أبعد مما تصورنا، إنّ الحوثيين في صنعاء أكثر من صعدة ، والأحداث الأخيرة والمواجهات الراهنة تؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها وأن المواجهة قادمة والمعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وحجم وأطراف المؤامرة لم تعرف بوجه ألقه حتى الآن، إنه اخطبوط وسرطان انتشر وتوسع ، من أين هذه الأموال الطائلة والأسلحة الثقيلة والتجهيزات الكبيرة .
إن قوى الشر والهدم والتخلف والعمالة وبقايا الرجعية والإمامة يجتمعون اليوم لإسقاط اليمن الجمهوري واليمن الواحد الموحد واليمن الآمن والمستقر، إنها مؤامرة كبرى تتطلب بالفعل وعلى الفور ترتيب الصف وإعلان الاصطفاف الوطني ومواجهة التحديات والدفاع عن الذات اليمنية والمكاسب والمنجزات الجمهورية والوحدوية لم يعد هناك أي عذر للتخلف والتأخر وتحديد المواقف بكل وضوح وشجاعة وشفافية، فالوقت لا يحتمل التسويف والمماطلة والأعذار الواهية.
على الجميع إدراك أن هناك اصطفافاً «إمامياً ـ حوثي ـ عنصرياً» موحد الصف واضح الهدف، فقد أظهرت وأوضحت الأحداث الأخيرة والوقائع الكثيرة والدلالات العديدة أن الاماميين والعنصريين والمتعصبين يجتمعون ويحشدون كل قواهم وإمكانياتهم في معركة يعتبرونها مصيرية ومحورية، شعارهم فيها إما أن نكون أو لا نكون، وفي المقابل فإن القوى الوطنية والجمهورية مشتتون ـ حائرون يتنازعون على سلطة ويتنافسون على حكم وثورة لا يدافعون عنها ولا يحافظون عليها.
إن ما يحدث اليوم هو امتداد للحرب ضد الثورة والجمهورية، وفي هذا السياق وفي هذا الوقت ينبغي التأكيد والتنبيه على أن الإمامة سقطت في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، كدولة ونظام سياسي، بينما استمرت كفكرة ومنهج وثقافة، بل إن الإمامة استمرت كقوة مسلحة ومليشيات عسكرية حتى عام 70م، ونتيجة للهزائم التي لحقت بالإماميين فقد تم تشكيل ما يسمى بالمجلس الأعلى للإمامة برئاسة محمد بن الحسين بن الإمام يحيى حميد الدين، باعتباره الرجل الأقوى في الأسرة وأكثر قدرة على جمع شمل الإماميين والعنصريين والظلاميين في جبهة واحدة لمواجهة الثورة والجمهورية ، في ذلك الوقت .
ومع قيام المصالحة الوطنية سنة 70م ودخول الإماميين في النظام الجمهوري رهبة لا رغبة، فقد استمر المجلس الأعلى للإمامة يؤدي دوره ويقود المعركة الإعلامية والفكرية والثقافية ضد الثورة اليمنية وتذهب العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن المجلس الأعلى للإمامة مازال قائماً حتى يومنا هذا، وأن التمرد الحوثي ثمرة من ثمار هذا المجلس وعمل من أعماله الكثيرة، وهناك غموض وسرية حول الشخص الذي يرأس المجلس الأعلى للإمامة اليوم!!
وان كانت الوثيقة الفكرية والثقافية التي أصدرها الحوثيون مع بعض علماء الزيدية قد أكدت أن رئاسة وزعامة المجلس الاعلى للإمامة قد انتقلت من بيت حميد الدين الى بيت بدر الدين ، وان الجميع أعلن السمع والطاعة لعبدالملك الحوثي رغبة ورهبة ، وتحت الأمر الواقع وسطوة القوة والمال واستعادة الحكم والأمجاد والتسلط على رقاب العباد من اليوم إلى يوم التناد كما يزعمون ويحلمون ، فيا ليت قومي يعلمون!