الوهابية الإيرانية والتشيع السعودي

2013/11/12 الساعة 10:43 مساءً

تضرب ايران الداخل السعودي بعد تصريح صالح هبرة رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي والذي أثنا فيه على الموقف السعودي المحايد لما يحصل في دماج الذي اعتدت فيه الأقلية الكبيرة بمحافظة صعدة على أقلية السلفيين الصغيرة في نفس المحافظة والمتعارف عليه أن الحكومة السعودية هي راعية للفكر الوهابي السلفي وتعتبر نفسها حاملاً له.

لا يختلف اثنان ملمان بالواقع ان ما يحصل في صعدة هي حرب باردة بالوكالة بين ايران والجماعة التابعة لها في اليمن (الحوثي) وبين السعودية والجماعة التابعة لها (السلفيين) واليمن هي ميدان للاقتتال ولي الذراع، وبتصريح هبره يكون الشرخ قد حصل بين المؤسسة الدينية السعودية ومؤسسة الحكم السياسية وإن لم تظهر بعد تصدعات الشرخ، فانتهييج مشائخ السلفية السعودية لأعوام مضت ضد المشروع الشيعي الذي تمد أذرعته كالأخطبوط في المنطقة قد يصطدم بلقاء السفير السعودي ممثلين عن جماعة الحوثي ويترك علامات استفهام سيجعل المؤسسة الدينية تعيد النظر في حقيقة أن السعودية على استعداد أن تضحي بالمشروع الديني مقابل المصالح السياسية، لكن الأمر الذي يجمع علامات الاستفهام وتليها علامات التعجب حولنا نحن هو لقاء ممثلين عن السلفيين بالسفير الإيراني ربما يكون هذا الفعل نكاية بالسفير السعودي باليمن وإيصال رسالة اننا مستعدين أن نبيع المشروع الديني نحن ايضاً مقابل البقاء .

ليس الغريب لقاء جماعة أو حزب بسفير دولة اجنبية الغريب هو لقاء الأعداء الإخوة الذين جمعوا شعرات الموت لبعضهم البعض من هنا وهناك أظن كليهما الأن يضعون علامة التعجب على عدم استيعابنا مسرحيتهم وتبادل الأدوار، بينما نحن نقف حائرين من عدم ادراكهم أن السعودية وايران تستخدمهما كأوراق وستضحيان بهما في أول صفقة اتفاق على طاولة المصالح.

التحشيد للحرب في صعدة هو بمثابة تخصيب ليورانيوم الطائفية الذي سرعان ما ستنتشر نوياتها الفكرية الدموية في طول البلاد وعرضه كم نتألم لمجرد سماعنا التفجيرات و الاغتيالات في العراق لا نريد أن نصل الى مرحلة الاقتتال باسم الله والتقرب الى الله بذبح كلاً منا الأخر وأكل كبده ليحتسب الله بذلك الأجر نحن لا نريد أكثر من أن نعيش كمواطنين كل همنا الوصول للدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع ، يقع على عاتق الدولة وحدها الفصل بين المتناحرين في صعدة وتأديب المعتدي وتعويض المعتدى عليه ووحدها تتحمل مسؤولية استمرار هذه الحرب المستنزفة للأرواح والطامحة بتصدير نوويات فكرها الطائفي، فالوطن ليس بحاجة الى مشروع ظلامي أخر يثـقل كاهله بعد مشروع التشطير ومشروع التضنيك القادم من تفجيرات الكهرباء والنفط ومشاريع جهنمية اخرى تحاك ضده وهو الذي لم يبدأ فرحته بعد بخلاصه من مشروع التوريث .