(هي لغة لا يتحدث بها أو يفهمها غير من ذاقوا مرارة الظلم والاستبداد ,ونال منهم الاقصاء والتهميش والفساد ,وأكتوى بنيران المعاناة من الطغيان والتشريد, فنجدهم قد سارعوا للاحتشاد والجهاد ,ليرفعوا أصواتهم مطالبين بأمل أخر جديد لفجر مشرق وسعيد ,فكان أن تمخض عنه ذلك السؤال المقاتل والملح ,والذي بعث بهِ الثائر خليل المقالح عبر الساحات والميادين ليصل لرفيق دربه في النضال والحرية خالد الانسي ,ثم كان مني هذا الرد المتفاعل مع كلا من يطرق باب للحرية ويحفر في الجدار أملا في أن يصنع (مجددا) المستقبل الزاهر لليمن الذي كان سعيدا) .
هو السؤال الحالم والحاسم الذي دق بقوة ناقوس الخطر واعلن عن الموعد المناسب لميلاد ثورة حقيقية وشعبية ,تلوح بوادرها في الأفق وتوشك ان تخرج بالجماهير الغاضبة للشارع , بها تمتلئ النفوس وتكاد تجهر بها الحناجر ,عندما عبر عنها المقالح في سؤاله للأنسي قائلا : (يا رفيقي خالد, ربما كان علي عبدالله صالح حاكما سيئا وعائلته أسواء منه , ولكن زعمائنا الحاليين كانوا شركاء ماضيه واليوم هم ورثوا حاضره وربما مستقبله ! فما رايك فيما يحصل ؟ هل وضعت الثورة أوزارها فعلا لتنتهي بصفقة سياسية ؟ أنني متأكد ان الوقت المناسب للثورة الحقيقية هو الان وفي هذه اللحظة التاريخية المواتية )..
نعم أيها الرفاق الأحرار ,ليست تلك هي الثورة التي أردناها وليس هذا هو التغيير الذي ننشده لنا ونبتغيه لشعبنا وسعينا اليه ومن أجله بالغالي والنفيس.. وبالمطلق فهذه ليست بثورة من الأساس بل هي مجرد تسوية سياسية بين اطراف السلطة الفاسدة السابقة ..ولاشك ان زعمائنا بأدائهم السيء يصنعون مقدمات ثورة حقيقية نحن من سيكون لها رواد ومناصرين ومجاهدين ..
وللأعزاء خليل المقالح وخالد الانسي : أقول ما بالنا منتظرين كل هذا الوقت الرتيب فهذا يجعلنا دوما متأخرين عن ركب الثورة الجليل وموكبها الهادر الكبير موكب الخلاص المبين .
نعم ايها الرفاق الاعزاء ,هي ثورة ما انفكت شواهدها ترتسم في الأفق القريب ,وهو موعد ثورة لا شك بأنه قد أتضح في ملامح شعبنا الحزين ,وهو الشعب الصابر والمكافح والأصيل ,وهي تفاصيل ثورة لاحت ارهاصاتها وخيوطها الأولى في الأوضاع المتدهورة لهذا الوطن الشامخ والعظيم ,والتي باتت تداعياتها المتفاقمة جلية للعيان في ظلام هذا الأمد الكئيب .
وللقاصي والداني: نعلن عن ثورة عارمة للجياع وللفقراء والمهمشين ,تنهي عبث المستهترين والفاسدين وتقتلع الاوضاع السيئة من جذورها ,وهي ثورة حان موعد ميلادها ودنى موسم حصادها في الأجل القريب .
نعم ,لم تكن الظروف مواتية ومناسبة في الأمس القريب لقيام ثورة بحجم معاناة شعبنا الصابر الحزين تمتثل لأماله في العيش الكريم ,وغدا بعمر الاوطان سوف تكون اللحظة متأخرة جدا لقيام ثورة شاملة ,أما الأن فهي اللحظة الحاسمة والوقت الأنسب لقيام ثورة حقيقية هادرة هي ثورة الجياع والفقراء ضد الفساد والظالمين ,وضد جميع مراكز القوى الضالعة في التقاسم الهدام والاستهتار بأحلامنا المشروعة ,وهي ثورة ضد الامراض الاجتماعية والاوبئة السياسية كافة.
نعم ,فالجميع بات على يقين الأن بل وواثقا ان الوقت المناسب للثورة الحقيقية قد حان ,وهو قائم في هذه اللحظة التاريخية الراهنة (فالناس يموتون جوعا ويطردون ويحرمون من الخدمات والرئيس وحكومته غارقين في العجز ,ان لم نفعل شيئا الأن لأجل ابنائنا فلماذا نعيش اذن؟ ان الثورة باتت الأن ضد الجميع ,فهي ضد المؤتمر والمشترك والحوثي والقاعدة وكل الامراض الاجتماعية على حد سواء ,الوطن يتفتت والجيش اليمني يتم تصفيته بوضح النهار والخ ..) .
نعم أيها الرفاق الأعزاء ,ما يتم ويحدث الأن ليس هو الثورة التي نعرفها ونريدها بل هو حفل لتقسيم الوطن ومناسبة لتوزيع المناصب .. الثورة الحقيقية التي نريدها هي التي يجب أن نعلنها ونقوم بها نحن أصحاب المصلحة الحقيقية في قيامها ومن كنا وما زلنا وقود نيرانها ,ولابد لنا من أن نعلنها الأن وفي هذه اللحظة التاريخية المواتية والزاخرة بالمآسي والاحداث وقبل فوات الأوان ..
وللمقالح والانسي ورفاقهم من الاحرار والثوار كافة أكرر فأقول : لابد لنا من الإعلان عن قيام الثورة الشعبية السلمية الهادرة وفي هذه اللحظة التاريخية المواتية والحاسمة وقد حان موعد ميلادها الأن , فعلى ماذا أنتم عازمون ؟ وماذا نحن فاعلون ؟.[email protected]