ثمة متغيرات سياسية وعسكرية على أرض الواقع تجنح بالرئيس هادي إلى سدة المساءلة الشعبية حيال وقوفه الصامت والمثير للجدل عما يجري في صعدة.
أنهار من الدماء ومئات من القتلى والجرحى سقطوا في نطاق جغرافي محدود تجري فيه حرب إبادة واستئصال مذهبي بغيض، كل هذا والرئيس عبدربه منصور منطوٍ على نفسه في مقر سكنه وحكمه بمنزله في شارع الستين بعيدًا عن هموم وآلام الشعب اليمني.
كانت آمالنا كبيرة فيك يا فخامة الرئيس، لكن يبدو أن وهنك يزداد ظهوراً، كأنك تصرخ فينا "أنا لست رجل المرحلة"، رغم إيماننا الكبير بك وبقدراتك على أن تبحر بالسفينة إلى بر الأمان كما أبحرت بها في سابق عهدك الرئاسي.
فخامة الرئيس ما الذي يضرك أن تمارس دورك الرئاسي بكل قوة، وكل مكونات الدولة أصبحت بيدك وتحت تصرفك ناهيك عن وقوف غالبية الشعب اليمني سندًا لك.. حقيقة أنت في كل يوم تخذلنا وينحدر رصيد تأييدك الشعبي من قلوبنا.
فخامة الرئيس صمتك على ما يجري يقوض سلطاتك الرئاسية أولًا ويسقط هيبتك أمام زعماء المحيط العربي والإقليمي لليمن، لأنك تسير على خطى من خلعه الشعب بثورته في السكوت أو الرضى على صناعة الأزمات داخل البلد، أو كما قلت في مقال سابق أنك بدأت ترغب في إتقان الرقص على رؤوس الثعابين كما كان يعمل صالح.
وهنا يتجلى التساؤل هل يرغب الرئيس هادي في تدويل ملف قضية دماج والدفع بها إلى تخوم أروقة المكاتب الدولية، وقد بدأت بالموقف الأمريكي والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية أم ثمة ضعف وتردد عن اتخاذ أي موقف حاسم وجاد.
على هادي أن يكون حاسماً في إيقاف أي طرفٍ طائفي يريد أن يضع نفسه قوة في قوة الدستور والقانون بأي اسم أو تحت أي مبرر.
ما الذي يمنع هادي في توجيه ضربات جوية لأي طرف - سواء من الحوثيين أم السلفيين - يرفضون الانصياع لأوامر الرئاسة التي تدعو إلى وقف نزيف الدم والاقتتال الداخلي.
من العيب أن تتحول توجيهات وأوامر الرئيس هادي إلى أضحوكة في الشارع اليمني، لا يعيرها بعض الأطراف أي احترام أو تقدير.
الرئيس السابق رقص على ملف القاعدة وتحايل فيه حتى أوصل اليمن إلى ما هي عليه من التدخل والتدويل، وهنا يمكن القول إن سكوت هادي هو نوع من الرغبة في تدويل القضية ومحاولة إدخال أطراف دولية أخرى لحسم الموقف على أرض دماج.
سيادة الرئيس.. هل تنتظر توجيهات من طهران لإيقاف الحوثيين وتوجيهات أخرى من الرياض لإيقاف السلفيين.
الهوة في كل يوم تتسع ولن تنفع توجيهات أية دولة أو تدفق أموالها لإيقاف الحرب، ولن يدفع ضريبة توسع الحرب الطائفية في اليمن سوى أبنائها، وأنت المسئول الأول في إيقاف هذا النزيف الدامي.
فخامة الرئيس.. لا تدعنا نشعر أنك قائد ضعيف ليس لك من الأمر شيء في حسم الموقف على الأرض.
يكفي أن كل أبناء اليمن على علم أن توجيهاتك المتكررة في إيقاف الحرب الدائرة في صعدة لم تتجاوز حدود شارع الستين، فتيقظ وقم بواجبك الرئاسي فنحن ما زلنا نؤمل فيك خيرًا.
هناك من ينتظر يومًا ما أن تأتي لتُقبّل يديه أو ركبتيه لأنك في نظره لست أهلًا للرئاسة، وإنما أنت مغتصب للحق الإلهي في الحكم كما يزعمون.