يبدو ان مأساة دماج قد أضحت غربالاً تتمايز فيه النخب والفئات والنخب السياسية والإعلامية بل والأعجب من ذلك كله (رجال العلم والدين) وبدأ كل يضع رأيه وفق معطيات ذاتية ذات مصلحة بعيدة عن الواقع الذي لا يحجبه غبار الشك بل إن شمس اليقين مشرقة في رابعة سماء دماج...
من خلال ما يكتبه ويقوله أولئك عن مأساة دماج فإن الإنصاف لم يعد له مُقام عندهم فهم عبر صحفهم ومواقعهم الالكترونية ومنابرهم الحزبية يدعون إلى (وقف العنف في دماج وضبط النفس دون تسمية المعتدي الحوثي وإلى عدم إذكاء العصبية) دون التصريح إلى أن العصبية هي اللواء الذي يتقدم قُطعان الحوثي وإلى عدم استغلال قضية دماج لمآرب حزبية وفئوية وقبلية والتعامي والتغابي على ما تعانيه دماج منذ سنوات من اضطهاد وحصار وإجرام حوثي وصمت رسمي ..آآآلآن نظر هؤلاء إلى دماج وإلى معاناتها آآآلآن خرت أقلامهم ساجدة في محراب المصالح ورأوا في دماج سوق مفتوح يسترزقون منها ليس لا رضاء نفوسهم وإنما لأصحاب تلك المحطات التي تزود أقلامهم وبطونهم..
لو ...ولو تفتح عمل الشيطان لكني مضطرا ومكرها لأن تصحب مقالي : لو كان الشيخ الحجوري يحيط بمران ويحطم اوثان الحوثي والأصنام التي تحيط به ولو كان ناطق دماج الشيخ سرور يصرِح من عمق أراضي الحوثي التي يحتلها بأن المجاهدين من السلفيين تمكنوا من السيطرة على (دار البدعة) للحوثي وأن قواتهم تمكنت من دحر جحافله البربرية ..، ولو ان تلك الدبابات والمدفعية الحكومية بيد آل دماج ويدكون بها غطرسة الحوثي ..فما الذي سيقوله هؤلاء النخب الإعلامية المتذبذبه ؟؟ لا شك أنهم سيعلنوها مدوية وبتصريح لا يقاربه تلميح أن على الدولة والشعب إنقاذ مران والمستضعفين الحوثيين من خطر الوهابيين العملاء القادمين من دماج مع حلفائهم من حزب الإصلاح عملاء الأمريكان والمشائخ التي تقف معهم..
اليوم دماء دماج تحكي مأساة إنسانية غير أنها وحدت المشاعر والقلوب وجاء المدد للنصر والنصرة ولرفع الأذى والدنس الحوثي من على أرضها الطاهرة ولكسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون ومن دار في فلكهم فقامت القيامة ولم تقعد على أولئك المتخاذلين والمتذبذبين الذين يكتبون ويتكلمون بضبابية وينادون بضبط النفس ..فهل ترك الحوثي نفسا في دماج وخارجها إلا وآلمها ..حريٌ بهؤلاء وبدلا من الرجم بالغيب أن ينزلوا من منابرهم ويتوجهوا إلى دماج وليقفوا موقف المشاهد المعاين المتلمس لجرم الحوثي ثم بعد ذلك عليهم أن يسندوا ظهورهم إلى ذلك المسجد المدمر ويأخذوا أقلامهم وليدونوا ما يمليه عليهم الواقع الأليم في دماج وليستأنسوا بدوي قذائف الدبابات مستنيرين بلهبها مستمدين حبر كتابتهم من دماء الشهداء في دماج .....
إن ما جرى ويجري ونتمنى ألا يتكرر في دماج من ظلم وجبروت حوثي ليحتم على أحبتنا في دماج أن يعيدوا النظر بعمق إلى الواقع وأن ينظروا إليه من كل زواياه ( الديني والسياسي المتخاذلين المناصرين الداخل الخارج العدو الصديق ) ليدركوا أن الوسائل للديمومة والتعايش والحماية تختلف زمانا ومكانا ، وعلى الشيخ الفقيه المحدث الحجوري حفظه الله ورعاه أن يكون له الدور الأبرز فهو إمام قام أو قعد ومن الأئمة المهتديين [نحسبه كذلك ] إن على الشيخ المجاهد اليوم وليس المحدث فقط أن يظهر ويبرز للداخل والخارج عبر كل وسيلة مرئية وليكسر طوق التشكيك والتطرف والرجعية الذي يُتهم به واقفا كا لطود الشامخ معلنا أننا هنا في داج ولا نخش إلا الله وأن يراه العدو والصديق أنه من الميسرين والمبشرين وأنه كما في دار الحديث فهو في الميدان إذا اشتد البأس بأصحابه احتمو به وليس خلف مضادات الرصاص أو مختفيا في كهوف مران كا لحوثي لا يظهر إلا للقدح والاستعلاء ولرفع المعنويات لعبيده وحشد قطعانه للقتل والإجرام...
لكم كان سخيفا وحُمقا واستخفافا أن يظهر الحوثي في يوم عاشوراء لبث الحماسة وتزويد ذئابه بالطاقة الإجرامية وليتحدث عن مظلومية الامام الحسين متناسيا ظلمه وإجرامه في دماج وهو في موقع الظالم القاتل فآل دماج ومن نا صرهم أحوج بهذا الظهور وبتلك المعنويات من الشيخ الفاضل / الحجوري .إن الحق وأهله في دماج ومن ناصرهم في الداخل والخارج لهم في حاجة إلى فقه الضرورات وفقه الواقع وهو المقدم على غيره في هذه الظرفية الحرجة والذي يسعى من خلالها الحوثي للسيطرة والإستعلاء ..