عفريت اسمه (مراكز القوى)!!

2013/11/18 الساعة 01:39 صباحاً

مراكز القوى سرقت ثورة الشباب وصادرتها بهدف إعادة إنتاج نظام على عبدالله صالح.، هكذا يريدون اختزال المشهد، وتبني ما قاله (الزعيم) منذ وقت مبكر في ميدان السبعين مع بدايات ثورة فبراير الشبابية.

 

وللإنصاف فإنه حتى قبل ثورة الشباب، تحدث الشخصية الوطنية الكبيرة ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني كثيراً عن (مراكز القوى التقليدية) التي تقف عائقا أمام التغيير، بالإضافة إلى أطروحات أساتذة وباحثين مرموقين في علم الاجتماع السياسي، ثم دخل على الخط في الفترة الأخيرة عبدالملك الحوثي والصحف الموالية له للتحدث بمثابرة عجيبة عن (مراكز القوى التقليدية)، على أساس أن الحوثيين يمثلون مركز قوى تحديثي من نوع ما.!!

 

بل وحتى الأذرع الإعلامية الموالية لعلي عبدالله صالح أصبحت تتحدث ببجاحة عن (مراكز القوى) التي تمنع جهود التغيير والتقدم والمصالحة الوطنية.!

 

وعندما تحدث معالي وزير المغتربين لإحدى القنوات المحلية عن تطورات ملف المرحلين اليمنيين من السعودية، ونجح إلى حد كبير في تسليط الضوء على جهود الوزارة، لكنه في النهاية ألقى باللائمة على (مراكز القوى) وحملها مسؤولية إفشال كثير من الجهود الرسمية للاحتواء المبكر لأزمة المغتربين.!

 

وفي ضوء كل ما تقدم.. ألا يحق لنا كمواطنين يمنيين أن نطالب كل من يتحدث عن عفريت اسمه (مراكز القوى)، إما أن يكف عن التهويش، أو أن يقدم تعريفا دقيقا لمن يقصد، من هم؟ ومن أين جاءوا؟ ولماذا لا تتم مكاشفة الرأي العام بالعناوين الدقيقة لتلك المراكز؟

 

لماذا لا يعتبر الحزب الاشتراكي اليمن نفسه مركزا من مراكز القوى؟

 

وجماعة الحوثي بتحالفاتها القديمة الجديدة، وبحضورها السياسي والعسكري، أليست مركزا من مراكز القوى؟

 

وبقايا نظام علي عبدالله صالح، مع الجناح الموالي له في المؤتمر الشعبي العام، والحراك الجنوبي بتحالفاته الداخلية والخارجية، لماذا لا يتم تصنيف هؤلاء تحت عنوان (مراكز القوى)؟  

 

أتوقع أن يكون الرد.. أن تعريف مراكز القوى يعني مفهوما من قبيل (تحالفات تهدف لاحتكار السلطة والثروة).

 

والسؤال المنطقي هو: أين صور ذلك الاحتكار بعد سقوط نظام علي عبد الله صالح؟ هل يمكن أن نجده في تمثيل مكونات الحوار الوطني؟ أم في مجلس النواب؟ أم في تمثيل القوى السياسية في حكومة باسندوة؟ 

 

لا يجد الخطاب الإعلامي الموالي لنظام علي عبدالله صالح وتحالفاته الجديدة إجابة تسعفه في إثبات ذلك الاحتكار، إلا بإشارات متفرقة عن تعيينات أصدرها الرئيس هادي لشخصيات قريبة من التجمع اليمني للإصلاح، وكأن المطلوب هو أن تظل المناصب القيادية في الدولة حكرا على حزب واحد، هو حزب المؤتمر الشعبي العام، وتحديدا الجناح الموالي لعائلة صالح.!!

 

وبالمحصلة فإن (مراكز القوى) تبدو إجابة جاهزة تصلح لتفسير كل المعضلات التي يواجهها الوطن، وصكا مجانيا يعفى قائله من تحمل أي مسئولية وطنية، وشماعة نعلق عليها كل تقصير!!