عندما خرج الشباب الى الساحات كان هدفهم عظيم وسامي كانت لديهم احلام تعانق السماء ومبادئ لا يزعزعها زمن، وما نراه الآن من تهميش واقصاء وتسييس للشباب وطمس عزيمتهم واهدافهم يندى له الجبين الشباب اليوم يعيش في مستنقع الساسة والاحزاب وهذه معضله كبرى ،
لقد استخدم الشباب لفترة من الزمن ورمي به عرض الحائط ليصبح يوما من الأيام لعنة للتاريخ وهذا ما لا يعرفه ويدركه شبابنا اليوم ، نحن كشباب لا نطالب بأدنى من مواطنه متساوية ودولة مدنية ننعم فيها بالرقي والازدهار.
لا نريد منكم ان تنسجوا لنا الأحلام كما تنسج العنكبوت دارها ولا نريدكم ان تبنوا لنا قصور كسرى بقدر ما نريد ضمائركم تصحى لوطن أنهكته النزاعات السياسية والطائفية والحروب .
استغربت كثيرا وانا اسمع احد الوزراء يتكلم بكل بجاحة عند رفع احد الزملاء قضية في حق عام فرد عليه قائلا دعوه فقد اتى بوساطة بحجم الوطن ، سحقا لك ايها الوزير وكأننا لم نخرج ضد المحسوبية وووووو..
اين مبادئك تلك التي كنا نسمع رنينها في الساحة واين هويتك التي كانت هيبتك واين شخصيتك التي كنت تلهمنا بها .هل اندثر كل ذلك امام كلمة وزير ، اين ضمائركم التي كانت تنبض بحب الوطن هل دستم عليها تحت اقدامكم ام أنكم أستدلتم ستارها مقابل مصالحكم الشخصية..
اذا كنا جميعا مقتنعين وموقنين بأن الثورة الشبابية التي أذن الله بها للشعب اليمني لكي يثور ضد ظلم وطغيان وفساد وقهر واستبداد ويبهر العالم بهذا الانتصار العظيم من السلمية وتغليب الحكمة اليمانية على الفوضى، فلا بد لنا في المقابل أن نحافظ على أهداف هذه الثورة بما أُوتينا من قوة وهذه مسئولية تضامنية لجميع أفراد الشعب لأنه صاحب هذه الثورة ... ولا يسمح لأي أحد من اصحاب المصالح والنفوذ أو من لم يقتنع بهذه الثورة المباركة او من ينطبق عليهم قانون العزل السياسي أجندات خارجية او داخلية بأن يستغل جهل الناس الطيبين وينومهم مغناطيسياً ويغسل أدمغتهم بالإشاعات الكاذبة والافتراءات المغرضة و الفتن الملفقة والإرهاصات المفبركة ليجعلهم معّول هدم وسبباً في طمس هوية ثورتنا وهم في غفلة من أنفسهم والزمن...
فبتالي سوف نندم حين لا ينفع الندم وسنستفيق بعد هذه الغفلة على الحسرة و الندامة ... فهل يعقل أن نجعل هذا الامر يتحقق لهم بعد هذه التضحيات ونغفل عن حماية ثورتنا والمحافظة على كرامتنا ... لذا وجب علينا السعي لتحقيق اهداف ثورتنا السامية وانجاح مؤتمر الحوار الوطني مهما كانت الظروف والأسباب ويكفي أن الإرهاصات السابقة أظهرت لنا الرث من السمين وأظهرت الثائر الحقيقي من المزيف ويكفي أن اللـــــــــــــه لن يخذلنا اذا توكلنا عليه ولم ننساه ... ولكن المصيبة في أن نخذل انفسنا بأنفسنا ونفقع أعيننا بأيدينا.
عموما ما حدث و ما سيحدث يجب أن يكون ناقوس خطر يوقظ عملاق الثورة الحقيقية من سباته و يعيد الأمور إلى مسارها الثوري الحقيقي