للنذالة تاريخها ورموزها ، تعددت عبر الزمان صورها ، وتنوعت أشكالها ، أثبتت حضورها على مسرح الانحطاط المجتمعي والسياسي ، وفي دهاليز السقوط القيمي والأخلاقي ، إلا أن أحداً غيرنا لم يسمع يوماً ، عن منظمة الأنذال التي اختصنا بها بائس زماننا ، والتي يرفع أعضاؤها وبفخر شعار (كلنا أنذال) ، وبعد أن خلعوا عنهم حياء دينهم ، وشرف دنياهم ، وصار لا فرق عندهم ، بين ماء وجوههم ، ومتسخ قعر نعالهم ، أعلنوا سراً عن تنظيمهم الجديد ، الموسوم ..أنذال بلا حدود..!
يستمد الأنذال حضورهم ، ليس فقط من وضاعتهم وخستهم ، واهتراء وجه الدولة والقانون ، بل ومن صمت الآخرين وتخاذلهم، بعد اعتيادهم على فضاعاتهم ، دونما إدراك أن النذالة ستطال الجميع ، وأن (الساكت عن النذل أنذل ) ، ما جعلهم يستبيحون كل محرم ، وينتهكون كل قاعدة وأي عرف ، لا تمنعهم رجولتهم ، المختزلة فقط - وتحت اللثام- في شعيرات على قبيح وجوههم ، من الإعتداء بلا انتهاء ، حتى على الحرمات والنساء ، قتلاً وضرباً ، تهديداً وخطفا...
بعد سابقاتها.. من الإعتداء على الدكتورة (الهبوب) وغيرها ، وخطف عشرات الفتيات من الشوارع والمدارس ونحوها ، وصولاً لقتل أم على طريق عمران أمام اولادها ، تمثل حادثة اختطاف الإعلامية (سراء الشهاري) - ولا فرق إن كانت هي أو توكل كرمان مثلاً - مؤشراً خطيراً على تنامي مستويات النذالة ، في اوساطنا ، وتضعنا جميعاً ووجهاً لوجه أمام مسؤلية أخلاقية بحجم الوطن ، وامتحان بحجم الدين والعرف، والعيب الأسود وكافة ألوان الطيف ، قد يكشف لنا من خلال ردود افعالنا ، ما إذا كنا في خضم اختلافنا ، سياسياً ومناطقياً وطائفياً ، قد سقطنا في مستنقع صراعاتنا، وأصبحنا -لا سمح الله- أنذالاً بدورنا..!