في المكلا في شواطئها وساحلها الآسر ، في صحراء حضرموت وواديها في سيئون وقصرها ومعالمها الحضارية والحضرية ، في تريم وهدوئها وطيبة أهلها وسكينة سكانها ، في شموخ مآذنها وسمو ناطحات السحاب ، في جمال طبيعتها وبساطة أرضها وريح عطرها ومذاق نخلها ، في حضرموت الضاربة في جذور التاريخ يهيم المرء ويعشق المدينة والسهل والوادي .. كان العاشقون يتحدثون عن هدوء المكلا ، فيها يحضر المعروف والمعرفة والعقل والوعي ، قال المحضار "لا تعذبني وإلا سرت وتركت المكلا لك إذا ما فيك معروف " غناها أبو بكر سالم بصوت حزين !! "إذا ما فيك معروف" عندها سأغادر المكلا وسأقتلع قلبي من بين أضلعي وأرميه بين أمواج البحر العاتية سأبكي دماً لأن "ما فيك معروف"، ولأنك أنت من احرقت "عربيتي" ومحلاتي البسيطة، ولأنك من تريد أن تذيقني نار العذابين وتساهم في كوي روحي وقلبي وتدمير حياتي وحياتك بيديك!! لماذا علينا أن ندفع ثمن ما يحيكه الكبار المختبئون خلف الأقنعة وأستار الخديعة؟؟ لماذا يا أهل المكلا وأهل حضرموت يدفع الثمن البسطاء والمساكين واللاهثين خلف رغيف عيش يستنزفون حبّات العرق المحرق من قلوبهم وأجسادهم ليعللوا به صبيانهم المنتظرين لهم في أعالي الجبال في ريمة ووصابين وعتمة وغيرها من البلاد التي طردتهم مرغمين وأبعدتهم عن أهاليهم طمعاً في البحث عن حياة كريمة ليس إلا!! لماذا ترهفون مسامعكم لأعدائكم وأعداءنا وهو العدو الواحد والوحيد الذي دمرنا ويسعى لتدميرنا وتمزيق هويتنا على هواه!! لكم الخيار فيما ترون، لكن فكروا في مستقبل أرضكم ودياركم واستقرار بلادكم اقتصادياً، فكروا لو أن دولة ممن تستضيف تجاراتكم العملاقة في مشارق الأرض ومغاربها طردت تجّاركم واعتبرتهم محتلين ومستوطنين!! ما علاقة بائع الرصيف بالإحتلال؟ وكيف له أن يحتل؟ المحتل هو ذلك الذي ظل ثلاثة عقود يبيع الأرض والعرض، هو شريككم اليوم شريك العنف والقتل وتوزيع الدماء والفوضى في البلاد، هو المتفرج واللاعب الرئيس ومن يمسك بخيوط اللعبة من بعيد. يا أهل حضرموت : لا تظلموا أنفسكم وتظلمونا معكم، فالتاريخ يتحدث عن أخلاقكم ويشهد بطيبة قلوبكم وحسن تصرفاتكم ورجاحة عقولكم فلا يجرنكم الغواة والغلاة والمتطرفون وخدّام الهالكين وتجار الصراعات إلى العبث بإنسانيتكم وتدنيس ماضيكم النصير للضعيف المليء بالمعروف. كنا نبحث عن الراحة في حضرموت , نبحث عن المحبة هناك في المكلا في سيئون في تريم ، نبحث عن الطمأنينة والهدوء ، أهل حضرموت يدركون ذلك قال شاعركم الكبير المحضار "لا تعذبني وإلا سرت وتركت المكلا لك إذا ما فيك معروف" لا أستطيع التفكير في أن المكلا لم يعد فيها معروف لا تعذبوا أصحاب العربيات والمحلات التجارية يا اهل المكلا سلام الله عليكم في كل حال.